القاهرة (خاص عن مصر)- أدت المفاوضات المكثفة بين إسرائيل وحماس في الدوحة إلى تحقيق انفراجة كبيرة، حيث وردت أنباء عن اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من الانتهاء.
تهدف المناقشات، التي توسط فيها مسؤولون من قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى معالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
تصريحات متضاربة بشأن وضع الاتفاق
وفقا لتقرير أكسيوس، في حين ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الانتهاء من الاتفاق وشيك، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تكون حماس قد قدمت ردًا مكتوبًا على الاقتراح. كما أكد مسؤول في حماس، تحدث دون الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمفاوضات، لرويترز أنه لم يتم تقديم أي رد رسمي.
وعلى الرغم من هذا النفي، تشير التقارير إلى أن القائد العسكري لحماس في غزة، محمد السنوار، وافق على مسودة الاتفاق، مما يشير إلى خطوة محورية إلى الأمام.
التفاصيل الرئيسية للاتفاقية المقترحة
تحدد الاتفاقية المقترحة عملية متعددة المراحل تهدف إلى تخفيف التوترات ومعالجة الاحتياجات الإنسانية:
إطلاق سراح الرهائن: سيتم إطلاق سراح مجموعة أولية من 33 رهينة، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، تدريجيًا على مدى 42 يومًا. وتنص الاتفاقية على إعطاء الأولوية للرهائن الذين يعانون من سوء الصحة.
الإفراج عن 3 مختطفين باليوم الأول و4 باليوم السابع و13 في اليوم الـ14، وفي اليوم الـ28 سيطلق سراح 3 مختطفين و3 في اليوم الـ35 والباقون في الأسبوع الأخير.
وقف إطلاق النار والانسحاب الجزئي للقوات: سيصاحب وقف إطلاق النار المؤقت انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة في غزة، بما في ذلك ممرات نتساريم وفيلادلفي.
تبادل الأسرى: سيتم إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، باستثناء أولئك الذين شاركوا بشكل مباشر في هجوم 7 أكتوبر. ومع ذلك، تظل التفاصيل المتعلقة بمواقع إطلاق سراحهم غير واضحة.
المساعدات الإنسانية: من المتوقع أن يسمح إعادة فتح معبر رفح بتدفق المساعدات الحيوية إلى غزة، مما يخفف من الظروف المروعة التي يواجهها المدنيون.
اقرأ أيضًا: خطة بوتين للسلام في أوكرانيا.. سراب الاستقرار وتمهيد للعدوان
المعارضة داخل الحكومة الإسرائيلية
أعرب بعض أعضاء ائتلاف نتنياهو عن تحفظاتهم بشأن الصفقة، وخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن السجناء المرتبطين بالهجمات على الإسرائيليين. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن نتنياهو حصل على دعم كافٍ داخل الكنيست للمضي قدمًا.
الضغوط الدولية والوساطة
تميزت المفاوضات بالمشاركة النشطة من جانب المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك. وتتزامن إلحاح المناقشات مع تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي حذر من عواقب وخيمة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه.
الخسائر الإنسانية في غزة
لقد تسببت الحرب في خسائر فادحة، حيث أفادت التقارير بمقتل أكثر من 46500 فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ويقدم وقف إطلاق النار الوشيك بصيص أمل في التهدئة وسط الصراع المستمر.
التطلع إلى المستقبل
بينما يتنقل الجانبان عبر المراحل النهائية من الاتفاق، يراقب العالم عن كثب. ولن تحدد النتيجة مصير الرهائن فحسب، بل ستشكل أيضًا سابقة للمفاوضات المستقبلية في أحد أطول الصراعات في التاريخ الحديث.
وبينما من المتوقع أن يصادق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق وربما يتم الإعلان عنه بحلول يوم الخميس، فإن التفاؤل يظل ضعيفا بسبب الطبيعة الهشة للهدنة والانقسامات العميقة بين الطرفين.