“الوقت حان للانتقال إلى الهجوم بالضفة الغربية” – يديعوت أحرونوت

Fri, 24 Jan 2025 13:07:22 GMT

صورة تظهر آليات عسكرية إسرائيلية في شوارع جنين شمالي الضفة الغربية.

EPA-EFE/REX/Shutterstock
“هناك تصاعد في جودة تنفيذ الهجمات في الضفة الغربية”

في عرض الصحف اليوم، نقرأ في “يديعوت أحرونوت” مقالاً يناقش “تصاعد نوعية الهجمات” في الضفة الغربية، والحاجة لتغيير أسلوب التعامل معها. وفي الغارديان، نقرأ مقالا يشدد على أهمية “محاسبة إسرائيل على أفعالها في غزة”، ومحاسبة “داعميها من دول ووسائل إعلام”. وفي صحيفة الشرق الأوسط، نقرأ مقالاً يستشرف مستقبل سياسة ترامب في الشرق الأوسط، وعلاقة دول المنطقة معه.

نبدأ عرض الصحف لهذا اليوم من صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي كتب فيها يوسي يهوشع مقالاً استعرض فيه بعض الهجمات التي وقعت مؤخراً في الضفة الغربية ضد الجيش الإسرائيلي، واستدل من خلالها على تغير نمط الهجمات في المنطقة، والحاجة لتغيير طريقة التعامل مع الضفة الغربية.

يقول يهوشع، إن الواقع قد يكون “كارثياً” لإسرائيل، إذ يعيش في الضفة الغربية ثلاثة ملايين فلسطيني، جنباً إلى جنب مع نصف مليون إسرائيلي، وهي منطقة “يصعب الدفاع عنها أكثر من أي مكان آخر”.

ويرى الكاتب أن ما يُذكي النار في الضفة الغربية، هو الإفراج عمّا وصفهم بـ “الإرهابيين” من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة الرهائن، و”الدفعة المعنوية” التي تلقتها حماس نتيجة لذلك.

ويضيف: “يمكن الافتراض أن حماس ستحاول الآن، مع الإيرانيين، إشعال الضفة الغربية، سواء عبر الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي والأهداف الإسرائيلية، أو التحركات التي تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية والإمساك بزمام الأمور”.

ويذكر الكاتب حادثة وقعت قبل نحو شهر في طولكرم شمالي الضفة الغربية، حين انفجرت عبوة ناسفة بمركبة كان على متنها قائد لواء “منشيه”، أيوب كيوف، وقائد فرقة الضفة الغربية، يعقوب دولف، و”كان من حسن الحظ أن الجيش الإسرائيلي لم يفقد اثنين من كبار القادة”، على حد تعبيره.

يقول يهوشع إن هذه الحادثة كان يجب أن تؤخذ بجدية أكبر، وكان ينبغي الانتقال إلى العمل الهجومي في الضفة الغربية، فبعد تلك الحادثة، وقع هجوم قرية الفندق، شمالي الضفة الغربية، وأسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، و”كانت الخلية الإرهابية التي نفذت العملية ماهرة، ووصلت بأسلحة متطورة، وفرّت بسرعة من مكان الحادث”.

ويذكر يهوشع حادثة أخرى في هذا السياق، وهي تفجير عبوة ناسفة بدورية عسكرية إسرائيلية في بلدة طمون شمالي الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل جندي، وهي – برأي الكاتب – ليست مجرد هجوم منفصل، لكنها “جزء من سلسلة من العمليات الإرهابية”، على حدّ تعبيره.

ويشير الكاتب كذلك إلى حادثة وقعت قبل نحو أسبوعين، حين انفجرت عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية في قباطية قرب جنين، وأُصيب على إثرها ثلاثة جنود إسرائيليين، ويقول إن هناك تصاعداً في “جودة” تنفيذ الهجمات في الضفة الغربية، وهي تمثل جزءاً من “منحى مقلق للأمور” يتطلب من الجيش الإسرائيلي التحول فوراً إلى عمليات هجومية كبيرة للضغط على من وصفهم بـ “الإرهابين”، إذ “لم يعد يكفي الدفاع فقط”.

يضيف يهوشع أن الجيش الإسرائيلي عزّز فرقة الضفة الغربية بسبع سرايا في مناطق مختلفة، إذ ستنصب نقاط التفتيش والحواجز أمام المركبات الفلسطينية، التي ستخضع للتفتيش قبل دخولها إلى الطرق التي يتشاركها الفلسطينيون والإسرائيليون في الضفة الغربية، في محاولة لـ “منع الهجوم المقبل”.

لكنه يعود ليؤكد أنه من الصعب العمل ضمن حدود الدفاع، فـ “صانعو القرار” وضعوا الضفة الغربية ضمن “أهداف الحرب”. وفي ضوء التطورات في غزة ولبنان، فإن التركيز “انتقل رسمياً إلى هناك” – ويقصد الضفة الغربية -، وعليه، يجب “الضغط على الإرهابيين بقوة أكبر”، على حدّ وصفه.

غزة و”أهمية المحاسبة”

صورة ملتقطة من طائرة مسيّرة تُظهر دماراً واسعاً في رفح جنوبي قطاع غزة.

Reuters

في صحيفة الغارديان، نقرأ مقالاً للكاتب أوين جونز تحت عنوان: “قادة إسرائيل ارتكبوا جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وعليهم أن يدفعوا ثمنها. وكذلك حلفاؤهم السياسيون والإعلاميون”.

يقول جونز إن “الهجوم على غزة جعل من العنف الذي لا حدود له تقريباً ضد المدنيين أمراً طبيعياً”، وهو – برأيه – أمر يتم تسهيله وتبريره من قبل العديد من الحكومات الغربية ووسائل الإعلام، وإنه إذا لم تتم محاسبة “المتواطئين في الإبادة الجماعية في غزة”، على حدّ تعبيره، فإن “العواقب الوحشية” ستكون ملموسة في مناطق أبعد بكثير من غزة.

يعبّر جونز عن قلقه من عودة ترامب للسلطة، وتبعات ذلك على السلام في المنطقة، ويقول إن قرارات ترامب الأخيرة بـ “استئناف شحن القنابل زنة ألفي باوند لإسرائيل”، وتعيينه مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل، الذي “قال ذات يوم إنه لا وجود لشيء اسمه فلسطينيون”، هي – برأيه – “مدعاة للقلق لدى كل الآملين بسلام دائم، من أن المذبحة ستبدأ قريباً مرة أخرى”.

يذكر الكاتب سلسلة من الأحداث التي وقعت في حرب غزة، والتي تدلل برأيه على “خرق إسرائيل للقانون الدولي”، ويشير إلى أن “أكثر من خمسة آلاف مدني قُتلوا في غزة خلال أول ثلاثة أسابيع من الحرب”، وأن معظم القنابل التي استُخدمت في القصف كانت “أمريكية الصنع”، كما أن “أكثر من 17 ألف طفل قُتلوا في غزة”، واستُخدم “التجويع كسلاح”، و”استُهدفت المستشفيات”، على حدّ قوله.

يتساءل جونز: ما الغاية العسكرية من كل ذلك؟ ويستشهد في هذا السياق بتصريح لوزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، قال فيه إن “حماس جنّدت مقاتلين جدداً بنفس عدد الذين فقدتهم”، وهذا – برأيه – يقوّض الهدف المعلن من الحرب برمّته، والمتمثل بالقضاء على حماس.

يضيف جونز أن هدف إسرائيل الآخر من الحرب تمثّل باستعادة الرهائن، لكنه يقتبس من أحد المعلقين الإسرائيليين قوله إن “الضغط العسكري قتل من الرهائن أكثر مما استعاد منهم”، ويقول إن “معظم الرهائن أُطلق سراحهم خلال أوقات الهدنة، وليس نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي”.

يدلل ذلك – برأي الكاتب – على أن “تصرفات إسرائيل ارتقت إلى حد المذبحة من أجل المذبحة”، على حدّ تعبيره.

يشير الكاتب إلى الدور الأمريكي ودور وسائل الإعلام الغربية فيما حدث في غزة، فيقول إن الولايات المتحدة زوّدت إسرائيل بما قيمته 18 مليار دولار من الأسلحة، “رغم علم بايدن بأن حملة القصف التي يقوم بها نتنياهو تخرق القانون الدولي”، كما أن “معظم وسائل الإعلام الغربية لعبت دوراً محورياً في جعل هذه الأفعال المشينة أمراً طبيعياً”.

يرى جونز أهمية أن تكون هناك محاسبة، وأن تشمل تلك المحاسبة الذين زوّدوا إسرائيل بالأسلحة لأنهم “سهّلوا ما حدث”، إضافة إلى “الذين استخدموا منصاتهم الإعلامية لتبرير ما حدث”، على حدّ تعبيره، ويضيف بأنه و”دون هذه المحاسبة، سيصبح المزيد من العنف أمراً عادياً، بل وحتى مقبولاً”.

ترامب وخطواته في الشرق الأوسط

وفي صحيفة الشرق الأوسط، نقرأ مقالاً للكاتب عبد الرحمن الراشد، يستشرف فيه خطوات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب في المنطقة، وعلاقة دول المنطقة معه.

يقول الراشد إن الجانب المهم والمختلف، هذه المرة، أن ترامب ليس شخصاً، بل تيار عريض. ويصف رئاسته بـ “ثورة مختلفة عن سياق الرئاسات السابقة، ومختلفة حتى عن رئاسته الأولى”.

يرى الكاتب أن ترامب سيكون “لاعباً إيجابياً” في الشرق الأوسط وفق برنامجه المعلن، إذ “لديه الرغبة في تحقيقِ سلام فلسطيني عربي إسرائيلي، ويريد حسم الإشكال الإيراني بالمصالحة أو المواجهة، ويريد معالجة المسألة السورية، ودعم السيادة العراقية”.

ويضيف الكاتب أن العلاقة بين الرياض وواشنطن دائماً استراتيجية وليست ظرفية، ويتوقع أن تكون العلاقة في عهد ترامب “أقرب وأدفأ، خاصة أن ولي العهد السعودي استثمر في العلاقة معه، ووجده خير حليف”، على حدّ تعبيره.

ويختم الكاتب بالقول إن ترامب “شخصية استثنائية، يحمل أحلاماً كبيرة وعزيمة جبارة، ويهمنا أن نكون في صف هذا الرجل التاريخي، وأن نكسبه في صفنا”.