أبرمت الهند اتفاقًا نهائيًا مع فرنسا لشراء سربين من مقاتلات رافال-إم النسخة البحرية، للعمل على حاملة الطائرات الهندية. يشمل العقد 26 مقاتلة بقيمة 7 مليارات يورو، وتتضمن الصفقة أيضًا التدريب والتجهيز والتسليح، بالإضافة إلى ثلاث غواصات إضافية من طراز سكوربيون (Scorpène) لتعزيز القدرات المتنامية للبحرية الهندية.
تعد النسخة البحرية من مقاتلات رافال مختلفة عن النسخة الجوية، حيث تم تعديل بدن الطائرة ليكون مقاومًا للعوامل البحرية مثل الصدأ والملوحة. كما تم تجهيزها بخطاف خلفي للمساعدة على الهبوط الآمن على حاملات الطائرات.
رافال-إم مصممة خصيصًا للإقلاع من على متن حاملات الطائرات باستخدام تقنيات متطورة. تمتلك فرنسا خبرة واسعة في تشغيل هذه المقاتلات، حيث تُستخدم حاليًا على متن حاملة الطائرات النووية شارل ديغول، وهي الحاملة الوحيدة التي تشغل هذه النسخة حتى الآن.
تفوق الرافال على المنافسين
استطاعت رافال-إم الفرنسية التفوق على منافسيها في مناقصة بحرية هندية لاختيار مقاتلات للعمل على حاملات الطائرات الهندية الجديدة. تفوقت المقاتلة على كل من:
– MIG-29K الروسية، التي تشغلها البحرية الهندية حاليًا.
– F/A-18 سوبر هورنيت الأمريكية، التي عُرضت كبديل محتمل.
اختارت الهند الرافال بسبب تفوقها في الأداء، الموثوقية، وقدرتها على التكيف مع المتطلبات العملياتية لحاملات الطائرات الهندية.
الهند ثاني مستخدم للرافال البحرية
مع هذه الصفقة، تصبح الهند ثاني دولة في العالم بعد فرنسا تشغل النسخة البحرية من الرافال.
الهند تُشغّل بالفعل 36 مقاتلة رافال ضمن قواتها الجوية، موزعة على ثلاثة أسراب منذ عام 2019.
رافال-إم قادرة على التزود بتسليح متنوع يتضمن:
– صواريخ براهموس الهندية المضادة للسفن الأسرع من الصوت.
– صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز MICA وميتيور (Meteor).
– صواريخ كروز سكالب.
– قنابل موجهة متعددة الأوزان.
تعزيز أسطول الغواصات الهندية
تشمل الصفقة أيضًا ثلاث غواصات إضافية من نوع سكوربيون، بتكلفة تبلغ 3 مليارات يورو. الغواصات تعمل بالدفع التقليدي (ديزل وكهرباء) ومزودة بنظام AIPالذي يسمح لها بالبقاء تحت الماء لفترات أطول.
الغواصات تُصنع محليًا في الهند بموجب ترخيص، ما يعزز الصناعة الدفاعية الهندية. الجدير بالذكر أن فرنسا فازت بالمناقصة ضد غواصة S-80 الإسبانية، التي لم تتمكن من منافسة التكنولوجيا والخبرة الفرنسية.
اقرأ أيضاً..العراق بتعاقد على مقاتلات رافال الفرنسية لتعزيز قواته الجوية
أهمية الصفقة للهند وفرنسا
تعزز هذه الصفقة القدرات البحرية الهندية بشكل كبير، خاصة في ظل تزايد التحديات الأمنية في منطقة المحيط الهندي. كما تُعد خطوة إضافية في توطيد العلاقات الدفاعية بين الهند وفرنسا، وتؤكد مكانة فرنسا كمزود رئيسي للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
من المتوقع أن تُحدث هذه المقاتلات والغواصات نقلة نوعية في القدرات العملياتية للبحرية الهندية، بما يضمن لها التفوق الاستراتيجي في المنطقة.