خلال معرض الطيران الصيني “تشوهاي”، أعلن مسؤولون روس عن توقيع عقد لتصدير مقاتلات الجيل الخامس سوخوي 57 (النسخة التصديرية Su-57E) إلى عميل أجنبي لم يُكشف عن هويته، لاحقًا، أكدت مصادر مطّلعة أن هذا العميل هو الجزائر، التي كانت تترقب استلام هذه المقاتلة منذ عام 2019، انتظارًا لاكتمال أعمال الاختبار والتطوير ونضوج المشروع.
تُعد المقاتلة الروسية Su-57E من أبرز مقاتلات الجيل الخامس بفضل تصميمها الشبح المتقدم وقدراتها الفائقة في المناورة، التي تعتمد على زوج من محركات الدفع الموجه.
وتتميز المقاتلة برادار متطور قادر على الكشف وتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ بدقة، إلى جانب أنظمة استخبارات وحرب إلكترونية وأنظمة بصرية متقدمة.
تحمل المقاتلة ما يصل إلى 7.5 طن من الأسلحة والتجهيزات، والتي يمكن وضعها داخل حاويات مخفية في بدن الطائرة لتقليل بصمتها الرادارية، أو على نقاط تعليق خارجية عند الحاجة.
ترسانة الأسلحة المتطورة في مقاتلات الجيل الخامس
تتسلح Su-57E بمجموعة متنوعة من الأسلحة التي تجعلها واحدة من أقوى المقاتلات في العالم، ومنها:
– صواريخ جو-جو: قصيرة وطويلة المدى، لتدمير الأهداف الجوية.
– صواريخ كروز شبحية: من طراز X-59، لضرب الأهداف الأرضية بدقة عالية.
– صواريخ مضادة للسفن: لتأمين الهيمنة في العمليات البحرية.
– صواريخ مضادة للرادارات والدفاعات الجوية: لتعطيل أنظمة العدو الدفاعية.
– قنابل موجهة: لضرب الأهداف الاستراتيجية بدقة.
علاقات وطيدة بين الجزائر وروسيا
تمتلك الجزائر خبرة طويلة في تشغيل مقاتلات سوخوي، إذ تشغل منذ سنوات طراز سوخوي 30, الذي أثبت فعاليته في القوات الجوية الجزائرية.
وتربط الجزائر وروسيا علاقات قوية ومتينة في مجال التعاون العسكري، ما يجعل هذه الصفقة خطوة منطقية لتعزيز قدرات الجزائر الدفاعية، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.
مخاوف أوروبية وإسبانية من مقاتلات الجيل الخامس الروسية
أثارت هذه الصفقة قلقًا كبيرًا في الأوساط الأوروبية، خاصة في إسبانيا، التي تعتبر الجزائر جارة مباشرة بحكم موقعها في البحر الأبيض المتوسط.
وتعود المخاوف إلى القدرات الهائلة التي توفرها مقاتلات Su-57E، بما في ذلك التفوق الجوي والقدرة على تنفيذ هجمات دقيقة على مسافات طويلة، ما قد يغير ميزان القوى في المنطقة.
تخشى إسبانيا من تأثير هذه المقاتلات على أمنها الاستراتيجي، خاصة في ظل العلاقات المتوترة أحيانًا مع الجزائر بشأن قضايا الهجرة والطاقة والنفوذ في البحر المتوسط، كما أن الدول الأوروبية بشكل عام ترى في هذه الصفقة تعزيزًا للنفوذ الروسي في شمال إفريقيا، وهو ما يُقلق حلف الناتو الذي يسعى لتقليص النفوذ الروسي في المنطقة.
اقرأ أيضًا: شعبة الذهب تحذر من شراء “الجنيه البلدي”: غير قانوني ومن يبيعه يتعرض للمساءلة
انعكاسات استراتيجية
– من المتوقع أن تزيد هذه الصفقة من التوترات في المنطقة، حيث سيتعين على الدول الأوروبية مراجعة خططها الدفاعية للتعامل مع التهديدات المحتملة.
– على الجانب الآخر، ترى الجزائر في هذه المقاتلات ضمانًا لأمنها القومي وقدرةً على ردع أي تهديدات خارجية.
تمثل صفقة Su-57E خطوة نوعية في تحديث قدرات الجيش الجزائري، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات ومخاوف حول تداعياتها على الأمن الإقليمي والتوازن العسكري في البحر المتوسط.