أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء اليوم الخميس عن بدء التحضيرات النهائية لإطلاق “محمد بن زايد سات”، القمر الصناعي الأكثر تطورًا في المنطقة.
تم الكشف عن هذا خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر المركز بدبي، بحضور سالم حميد المري، مدير عام المركز، وعامر الصايغ الغافري، مدير مشروع “محمد بن زايد سات”، وحصة علي حسين، نائب مدير المشروع، إلى جانب فريق العمل المعني بالقمر الصناعي وحشد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
الإمارات تعلن بدء الاستعدادات النهائية لإطلاق القمر الصناعي “محمد بن زايد سات”
في عام 2020، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، عن مهمة إطلاق القمر الصناعي الذي تم تسميته تيمناً بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وفي وقت سابق من عام 2024، اعتمد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، إطلاق القمر الصناعي رسميًا.
بعد تطويره في دولة الإمارات، تم نقل القمر الصناعي الأكثر تطورًا في المنطقة، إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، حيث أُجريت اختبارات بيئية بنجاح.
شملت هذه الاختبارات الصارمة التي تهدف إلى التأكد من قدرة القمر الصناعي على تحمل الظروف القاسية للفضاء اختبارات الفراغ الحراري، والاهتزاز، والصوتيات، وخصائص الكتلة، بعدها تم نقل القمر الصناعي إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال التحضيرات النهائية.
محمد بن زايد سات ليس مجرد إنجاز تكنولوجي تجسيد لإرادة الإمارات بمجال علوم الفضاء
قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: يعد القمر الصناعي ذا أهمية بالغة في مسيرة دولة الإمارات، إذ يعكس التزامها المستمر بالتقدم والابتكار بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة.
وأضاف، أن محمد بن زايد سات ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو تجسيد لإرادة دولة الإمارات في الريادة في مجال علوم الفضاء، وسعيها الدائم للمساهمة الفاعلة في مجتمع الفضاء العالمي، مع كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، نؤكد على دورنا في تمكين الأجيال القادمة وتحقيق طموحاتهم للاستفادة من إمكانيات علوم الفضاء في خدمة الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة على كوكب الأرض.
الإمكانات التقنية
يمثل القمر الصناعي محمد بن زايد سات، الذي تم تطويره بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، خطوة محورية في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة في مجال استكشاف الفضاء، يجسد هذا القمر الصناعي التزام الدولة بالاستفادة من تقنيات الفضاء المتقدمة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون العالمي.
يتميز “محمد بن زايد سات” بقدرات متقدمة تضع معيارًا جديدًا في مجال رصد الأرض، حيث يحقق دقة في التقاط الصور تفوق الأقمار الصناعية السابقة بمقدار الضعف، وقادر على التقاط صور أكثر بعشر مرات من الأقمار التقليدية.
كما سيتم معالجة الصور وتسليمها في أقل من ساعتين، مما يعزز تطبيقات حيوية في مجالات مثل مراقبة البيئة، والإغاثة في حالات الكوارث، وإدارة البنية التحتية، مما يسهم في تمكين صناع القرار من اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، بالإضافة إلى يقدم القمر الصناعي دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع التصوير، بينما تعزز الكاميرا عالية الدقة وسرعات نقل البيانات المحسنة، التي تفوق قدرات الأنظمة الحالية بأربع مرات، مكانته كأداة مبتكرة في مجال رصد الأرض.
شراكات محلية
ساهم “محمد بن زايد سات” بشكل كبير في تعزيز اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات، حيث ساهمت الشركات المحلية في تصنيع 90% من هيكله الميكانيكي ومعظم وحداته الإلكترونية.
تم ذلك من خلال التعاون مع شركات إماراتية رائدة مثل ستراتا، والإمارات العالمية للألومنيوم، وهالكن، وفالكون، وEPI، وركفورد زيليركس.
لا تقتصر هذه الشراكات على تعزيز قدرات دولة الإمارات في تكنولوجيا الفضاء فقط، بل تساهم أيضًا في نقل المعرفة والمهارات المتقدمة إلى المواهب الإماراتية، مما يعزز من قدرة الدولة التنافسية في مجال استكشاف الفضاء على الصعيد العالمي.
محمد بن زايد سات خطوة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة
من جانبه، قال عامر الصايغ الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات: يُمثل القمر الصناعي خطوة مهمة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة، بفضل العمل المتواصل لفريقنا في مركز محمد بن راشد للفضاء، تم تزويد هذا القمر الصناعي بأحدث أنظمة التصوير، ليُقدم بيانات عالية الدقة وبسرعة غير مسبوقة.
وأضاف، يمثل القمر الصناعي تقدمًا كبيرًا في مجال رصد الأرض، ويُتيح تطبيقات تدعم مجموعة واسعة من القطاعات، بدءًا من مراقبة البيئة وصولًا إلى التخطيط الحضري وإدارة الكوارث.
اقرأ أيضاً.. أنغام تتصدر التريند بأول كليب يعرض في السينما.. تفاصيل مثيرة
بمجرد إطلاقه، سينضم القمر الصناعي إلى أسطول الأقمار الصناعية النشط لدولة الإمارات، مما يعزز بشكل كبير قدرات مركز محمد بن راشد للفضاء في هذا المجال.
سيقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بتشغيل القمر الصناعي، مما يوفر تبادلاً سريعاً للبيانات على مدار الساعة عبر نظام متقدم، تتمتع حلول التصوير هذه بتطبيقات متنوعة تشمل رسم الخرائط، ومراقبة البيئة، والملاحة، وإدارة البنية التحتية، والإغاثة في حالات الكوارث.
أبرز إمكانات القمر الصناعي “محمد بن زايد سات”
ذكر مركز محمد بن راشد للفضاء، أن من أبرز إمكانات القمر الصناعي، قدرته على التقاط صور أكثر بـ 10 أضعاف من الأقمار الصناعية التقليدية، كما أن دقة التقاط الصور لديه أكثر بضعفين مقاربة بالإمكانات الحالية، وهو أسرع بـ 4 أضعاف في نقل وتحميل البيانات مقارنة بالإمكانات الحالية، بالإضافة إلى يمكن للقمر الصناعي هذا معالجة وتحميل الصور في أقل من ساعتين، كما أنه يعتمد على تقنية دفع كهربائي متقدمة تساعد على التقاط الصور بدقة عالية.
يستعد مركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاق القمر الصناعي خلال يناير الجاري، وسيتم تشغيل ومراقبته من غرفة التحكم بالمهمات الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي، وسينضم إلى الأقمار الصناعية الإماراتية التي ما زالت تنجز مهمات في المدار، ما يعزز بشكل كبير قدرات المركز.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات تملك حالياً 19 قمراً اصطناعياً مدارياً، وسيكون “محمد بن زايد سات”، الذي يحمل الحروف الأولى من اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، القمر الصناعي الأكثر تقدماً في المنطقة، فيما يتعلق بالتصوير عالي الدقة والوضوح.