القمر الصناعي “العين سات-1” يعد خطوة بارزة في مسيرة التقدم العلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. جرى تصميمه وتطويره بالشراكة بين جامعة الإمارات وجمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، ليجسد رؤية الدولة الطموحة في ترسيخ حضورها المتميز في مجال علوم وتقنيات الفضاء.
يسعى المشروع إلى تحسين قدرات الاستشعار عن بُعد وتحليل البيانات البيئية، مما يسهم في التصدي للتحديات البيئية واستحداث حلول مبتكرة تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة عن استعدادها الكامل لإطلاق القمر الاصطناعي “العين سات-1″، بالتعاون مع جمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات.
سيُطلق القمر عبر صاروخ “فالكون-9” من شركة “سبيس أكس” الأسبوع المقبل، في خطوة هامة نحو تعزيز دور الجامعة في مجال الفضاء والابتكار التكنولوجي.
تم الإعلان عن هذا الحدث خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمتها الجامعة بمناسبة هذا الحدث العلمي البارز، بحضور الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، والمهندس علي الشحي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالجامعة، والدكتور عبد الحليم الجلاد، مدير مشروع “العين سات-1”.
الإمارات تطلق القمر الصناعي “العين سات-1” لدراسة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية
يهدف القمر الصناعي “العين سات-1” إلى إجراء قياسات إشعاعية وتحليل الغطاء النباتي، مما سيوفر بيانات علمية دقيقة تدعم الأبحاث في مجالات متعددة، ويعزز من مكانة الجامعة على الصعيدين المحلي والدولي.
كما يهدف أيضاً إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة لدراسة وتحليل البيئة الأرضية، وتوفير بيانات دقيقة تسهم في فهم التحديات البيئية والبحث عن حلول مبتكرة، كما يمثل هذا المشروع نقطة انطلاق لمزيد من الإنجازات في مجال الفضاء، ويسهم في تطوير مهارات الشباب الإماراتي وتحفيزهم على الابتكار.
إطلاق القمر الصناعي “العين سات-1” تجسيد مواكبة التطورات التكنولوجية
قال الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات، إن إطلاق القمر الصناعي “العين سات-1” يمثل تجسيدًا حقيقيًا لتوجهات القيادة الرشيدة في مواكبة التطورات التكنولوجية وفتح آفاق جديدة في عالم الفضاء.
أكد مدير جامعة الإمارات، أن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالجامعة يساهم بشكل فعال في إعداد الخطط والبرامج والمشاريع الوطنية في مجال علوم الفضاء من خلال التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على الصعيدين المحلي والعالمي، بهدف تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز مخرجات البحث العلمي النوعي وفقًا لأعلى المعايير الأكاديمية العالمية.
وأضاف، أنه تم الإعداد لهذا المشروع الوطني الرائد بالتعاون مع جمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات.
وقد تم تطوير المشروع بجهود مشتركة من فريق مراكز البحوث العلمية في جامعة تيليكوم بإندونيسيا، ومعهد كيوشو للتكنولوجيا في اليابان، وجامعة البوليتكنك في كتالونيا بإسبانيا.
اقرأ أيضًا: رحيل الجزيري عن الزمالك .. اللاعب يجمع متعلقاته من النادي
يعد هذا التعاون الدولي أسهم في تعزيز آفاق الشراكة العلمية وتحقيق الأهداف المشتركة للمشروع، الذي سيسهم بشكل مباشر في تعزيز دور جامعة الإمارات في تطوير منصات الابتكار والإبداع في مجالات علوم الفضاء.
كما يهدف إلى توفير بيئة تعليمية وبحثية متقدمة للطلاب والباحثين في مجالات حمولات الأقمار الصناعية وتطبيقاتها العملية، وتعزيز المهارات والخبرات العملية، بالإضافة إلى توفير فرص مهنية متميزة في التخصصات العلمية الدقيقة، هذه المبادرة ستدعم تقنيات أبحاث الفضاء وتساهم في مشاريع التنمية الوطنية المستدامة، لا سيما في مجالات الاستشعار عن بُعد.
المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء يواصل طموحات دولة الإمارات في مجال الفضاء
من جانبه، وأوضح المهندس علي الشحي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أن المركز يواصل دوره القيادي في تعزيز طموحات دولة الإمارات في مجال الفضاء، ويعمل على تعزيز الابتكار في قطاع الفضاء الوطني.
وأضاف، يؤدي المركز دورًا محوريًا في دفع المبادرات الفضائية وسد الفجوات بين القطاعات الأكاديمية والتقنيات المستخدمة في صناعة الفضاء، تجسد هذه الجهود في مشروع “العين سات-1″، الذي يُعد مشروعًا مشتركًا بين المركز وجمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد (GRSS) التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات.
وأشار الشحي إلى أن تصميم القمر عبارة عن مكعب بحجم 3 وحدات مكعبة، وأبعاده 10 سم×10سم×30سم، ويعمل على مدار أرضي منخفض وكتلته 3.7 كغ.
أشار مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء إلى أن المشروع يهدف إلى تمكين فرق من الطلبة من جامعات محلية وعالمية مختلفة للعمل على تطوير الأقمار الاصطناعية الصغيرة، مع تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين هؤلاء الطلبة.
وأضاف، أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي ينفذها المركز لتوفير بيئة ملهمة للطلاب والباحثين، بهدف تطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجال الفضاء.