القاهرة (خاص عن مصر)- مع بداية عام 2025، وصلت الأزمة الإنسانية في غزة إلى أبعاد كارثية، مع تدهور الظروف يوميا. ووفقا للأمم المتحدة، فإن نظام الرعاية الصحية في غزة يتأرجح على حافة الانهيار بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة، مما يترك المنطقة في حالة من اليأس.
وفقا لافتتاحية الجارديان، فأن النظام الاجتماعي معرض للخطر، حيث تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) احتمال وقف التعاون الإسرائيلي.
وجاء التحذير المروع جنبًا إلى جنب مع تقارير عن تكثيف الضربات التي قتلت العشرات من المدنيين، بما في ذلك في المناطق المخصصة كمناطق آمنة. وتفيد وزارة الصحة في غزة عن حصيلة مذهلة للقتلى تجاوزت 45800 منذ اندلاع الصراع قبل 15 شهرًا.
سكان نازحون وجائعون
لقد أدت طبيعة معاناة غزة المستمرة إلى حالة طبيعية مأساوية في الخطاب العالمي، ومع ذلك فإن الحقائق المروعة تتطلب الاهتمام. مع نزوح ما يقرب من 1.9 مليون شخص ــ مرات عديدة ــ يعاني السكان من الإرهاق والصدمة.
وتشير التقارير إلى وفاة سبعة أطفال رضع بسبب البرد في الأسابيع الأخيرة، ويؤثر انعدام الأمن الغذائي على ما يقدر بنحو 91% من السكان. وتؤكد هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى التدخل الإنساني.
لقد أثبتت الجهود المبذولة لإيصال المساعدات أنها غير كافية إلى حد كبير. وتشير تقارير منظمة أوكسفام إلى أنه في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر، لم توزع سوى 12 شاحنة مساعدات إمدادات على سكان شمال غزة الجائعين.
يتناقض هذا بشكل صارخ مع مستويات ما قبل الحرب، عندما كانت تدخل غزة نحو 15 ألف شاحنة شهرياً. وعلى الرغم من مزاعم السلطات الإسرائيلية بتحسن الوصول ــ مستشهدة بأكثر من 5 آلاف شاحنة دخلت في ديسمبر ــ فإن الواقع يظل مأساوياً، حيث تنخفض مستويات المساعدات بشكل كبير عن احتياجات السكان.
اقرأ أيضًا: البحرية البريطانية تختبر بروتيوس.. مروحية روبوتية لصيد الغواصات
المأزق السياسي: وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن
لقد جلبت المحادثات حول وقف إطلاق النار المحتمل وإطلاق سراح الرهائن بصيصاً خافتاً من الأمل. ومع ذلك، لا يزال التشكك قائماً، نظراً لتاريخ الاتفاقيات المكسورة والنطاق الضيق للحلول المقترحة.
لقد ركزت المناقشات في المقام الأول على إطلاق سراح 34 رهينة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. وفي الوقت نفسه، أصرت حماس على أنها لن تطلق سراح الرهائن دون التزام كامل من إسرائيل بإنهاء الحرب.
أظهرت حكومة بنيامين نتنياهو، التي تستعد للتعامل مع إدارة ترامب الثانية، القليل من الميل نحو السلام الطويل الأمد. ويلاحظ المراقبون أن قيادة إسرائيل تجنبت التعبير عن رؤية لمستقبل غزة تتجاوز الأهداف العسكرية. حتى ما يسمى “خطة الجنرالات” لإخلاء شمال غزة أثارت إدانة واسعة النطاق.
مستقبل قاتم بدون تدخل
في غياب تغييرات فورية ومهمة، سوف يستمر محنة غزة في التعمق. يزعم الخبراء أن وقف إطلاق النار الدائم، والإفراج الكامل عن الرهائن، والزيادة الكبيرة في المساعدات تمثل الحد الأدنى من الإجراءات المطلوبة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. إن الوضع يتطلب تركيزًا دوليًا عاجلاً لمنع المزيد من تآكل حقوق الإنسان والكرامة.
على الرغم من أن التحديات هائلة، فإن الافتتاحية تؤكد أن عام 2025 لا ينبغي أن يصبح عامًا آخر من الإهمال والمعاناة. إن المخاطر كبيرة للغاية بحيث لا يمكن التقاعس عن العمل، حيث لا تزال مأساة غزة تتردد أصداؤها في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها.