“صمامات قلب طبيعية تدوم مدى الحياة”.. عنوان أثار أصداءً واسعة لمشروع يقوده جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب، كون الأمر إن تحقق بالفعل فقد يحدث تحولًا جذريًا في مجال جراحة القلب، ونقلة نوعية في حياة البشر.
صحف ووسائل عالمية ذات مصدقية كبيرة تابعت باهتمام الإعلان عن إنجاز علمي غير مسبوق لمرض القلب بقيادة السير مجدي يعقوب، حيث سيتم زراعة صمامات لـ50 مريضًا في مرحلة تجريبية (سريرية) أوليّة.
وهذه الصمامات ستكون مصنوعة من ألياف، وتعمل كـ”سقالة” يتم غرسها لتتكامل مع خلايا الجسم، وتذوب تدريجيًا لتترك خلفها صمامًا حيًا مكونًا من أنسجة المريض نفسه.
في سياق السطور التالية “تليجراف مصر” يتحقق من مشروع زراعة صمامات القلب الطبيعية ويكشف حقائق وتفاصيل مهمة، عن الأمر وتاريخ زراعة الصمامات وكل ما يتعلق بها.
تاريخ زراعة صمامات القلب يعود للخمسينيات
قصة زراعة صمامات القلب تعود إلى عام 1950، حيث طور الدكتور Charles A. Hufnagel صمام القلب الاصطناعي (الصمام الميكانيكي) وكان يتكون من كرة ويحيط بها قفص.
زراعة أول صمام قلب ميكانيكي
وقد تم تشييد القفص والكرة باستخدام مادة البليكسيجلاس (عبارة عن بوليمر صناعي من ميثاكريلات الميثيل)، ولكن بسبب الضوضاء الناتجة عن الاحتكاك بين الكرة والقفص، تم تغيير الكرة في وقت لاحق واستخدام المواد المغلفة بالسيليكون.
وتم زراعة أول صمام قلب ميكانيكي في إنسان بواسطة الدكتور Hufnagel في 11 سبتمبر 1952 مستخدمًا الصمام الذي جرى تطويره، وأدى هذا الحدث إلى تسارع تطوير صمامات القلب الاصطناعية الأخرى.
4 صمامات في القلب
ويحتوي قلب الإنسان على أربعة صمامات تضمن تدفق الدم في الاتجاه الصحيح، وإذا مرض صمام، ربما بسبب التعرض للضيق نتيجة للتكلسات أو التصلب؛ فلا يمكن أن يتدفق الدم بشكل صحيح.
1.3 مليون مريض قلب سنويًا يحتاجون تغيير الصمامات
ويحتاج أكثر من 1.3 مليون مريض قلب سنويًا في جميع أنحاء العالم، ممن يعانون من أمراض صمامات القلب، إلى جراحات لاستبدالها، ويستخدم الكثير منهم الصمامات الميكانيكية المصنوعة من الكربون اللين.
ومع تزايد مخاطر الإصابة بجلطات مع استخدام هذا النوع من الصمامات بسبب الطريقة التي “يتدفق بها” الدم من خلال الصمام؛ يتحتم على المرضى تناول أدوية مثل “وارفارين” لتقليل هذه المخاطر لبقية حياتهم.
عمليات الصمامات النسيجية
الصمامات الميكانيكية والمخاوف التي ارتبطت بها فتحت المجال للبحث عن بدائل، وهنا عرفت عمليات الصمامات النسيجية طريقها للانتشار على يد عالم القلب الفرنسي آلان كي بي في عام 2003، ووفق عميد المعهد القومي للقلب الدكتور محمد عبدالهادي، قال إن أقرب صمامات حيوانية نسيجية للإنسان هي صمامات الأبقار والخراف والخنازير.
الصمام النسيجي له عمر افتراضي
عبدالهادي، قال لـ”تليجراف مصر” إن الصمام النسيجي المصنوع من الحيوانات له عمر افتراضي، ويعيش من 6 إلى 14 عامًا ثم يبدأ في التآكل، أما الصمام المعدني يمكن أن يعيش به المريض مدى الحياة إذا التزم بالتعليمات ومواعيد دواء السيولة.
وأضاف عميد المعهد القومي للقلب، أن الصمامات النسيجية تستخدم لحالات مثل كبار السن أو الحوامل أو أصحاب الأمراض المزمنة، في عمليات تسمى “التافي”، (استبدال الصمام الأورطي بالقسطرة)، ويكون لها ضوابط بحسب حالة المريض.
الصمامات النسيجية حالة مؤقتة
وتابع عبدالهادي، أنه يتم تقييم حالات مرضى القلب على حدة، والصمامات النسيجية تعتبر حالة مؤقتة للسيدات، ولأصحاب الأمراض المزمنة، لافتًا إلى أنه يوجد نوعان من الصمامات والجراحات، هما؛ صمامات بالقسطرة وصمامات بالجراحة.
شركات تصنيع الصمامات أغلبها أمريكية
وأكد عميد المعهد القومي للقلب، أن الشركات التي تقوم بتصنيع الصمامات أغلبها أمريكية، وحتى الآن لم يتوصل أي منها إلى صناعة صمامات حيوانية دائمة مدى الحياة.
اختراع صمامات قلب حيوانية
وفي السياق ذاته، فجر مصدر مفاجأة فيما يخص اختراع صمامات قلب حيوانية بديلة للصناعية، وهو الذي تناولته دراسة منشورة في صحف ووكالات عالمية وأجنبية اليوم منسوبة علميًا لطبيب القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب.
المصدر، قال لـ”تليجراف مصر” إن الدكتور مجدي يعقوب، حال وصوله لاختراع يغير حياة البشرية بالقطع لن يعلن عنه عبر مقال منشور في مجلة أجنبية.
مركز الأبحاث والتجارب
وأضاف المصدر قائلًا: “أكيد الموضوع سيكون مختلف والإعلان عنه سيكون بشكل أكبر وأسع للعالم كله”، مؤكدًا أن الموضوع أخذ “بروباجاندا” كبيرة شوية من الإعلام، والموضوع في الحقيقة غير كده، ولا يزال مراكز الأبحاث والتجارب تعمل ليل نهار على الأبحاث الخاصة بالصمامات وغيرها من الأبحاث التي تساعد على تسهيل حياة البشر.
وكان عدد من المواقع المحلية والدولية، نشر خبرًا يفيد بإعلان الدكتور مجدي يعقوب، عن توصله رفقة فريق بحث علمي لاختراع صمامات قلب حيوانية، حيث من المقرر أن تتلقى مجموعة أولية تضم أكثر من 50 مريضًا، صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل بمثابة “سقالة” يمكن زراعتها لتتكامل مع خلايا الجسم.
تاريخ السقالات البيولوجية
بدوره صرح مصدر طبي متخصص في أمراض القلب، بأن فكرة السقالات البيولوجية بدأت منذ أكثر من 50 عامًا وليست ابتكارًا أو اختراعًا من الدكتور الكبير مجدي يعقوب مشيرًا إلى أن التجارب أثبتت أن هناك مشاكل كبيرة في استخدام هذه الصمامات تتعلق بفوضوية البناء الخلوي.
وأوضح المصدر لـ”تليجراف مصر”: “أن هناك مجموعة تجارب أجريت في هذا الصدد وتم نشرها عام 2023 وكشفت عن تمزق 7 صمامات من أصل 15”.