في التاسعة من عمره، وجد الفتى الصغير نفسَه يركض في ملعب ضخم من ملاعب الكبار للمرة الأولى في حياته، كان هيامه بملاعب الشوارع المحملة بالرمال والأتربة واضحًا.
شقّ الفتى “إمام عاشور” طريقه ضمن فرق الناشئين داخل جدران غزل المحلة، تاركًا خلفه رفقائه ومن صاحبوه في لعبة كرة القدم داخل حواري وطرقات مدينة السنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية.
مدربه إيهاب غنيم على الخطّ يراقب المشهد في ذهول، والناس في الملعب يُجمعون على أن نجومية هذا الفتى مسألة وقت.
موهبة بالصدفة
بدأ إمام عاشور في مدرسة الكرة بنادي السنبلاوين، وتدرب تحت قيادة حامد فهيم نجم المنصورة السابق والكابتن نشأت فتحي.
واعتاد إمام عاشور اللعب أمام أندية القاهرة مع مدرسة الكرة بالسنبلاوين، وتقدم لاختبارات الإسماعيلي رفقة مسعد عوض حارس الأهلي السابق.
وبالفعل نجح الثنائي في اجتياز الاختبارات لكن مشكلة صغيرة منعت إمام من الانضمام إلى الدراويش.
وأثناء مشاهدة شقيقه محمد عاشور لاعب غزل المحلة السابق، وصلت الكرة إلى إمام عاشور الذي داعب الكرة وقام بتنطيطها ليكتشف عمر عبد الله مدير قطاع الناشئين في المحلة، وقتها الموهبة الفذة للاعب.
وبعد إلغاء إحدى المباريات الودية للفريق، قرر مصطفى عبده عمل تقسيمة بين اللاعبين، لكن المشكلة أنه لم يجد عددا كافيا، ليتم استدعاء إمام عاشور الذي يصغرهم بنحو 6 سنوات، ليخطف أنظار الجميع ويتألق في التقسيمة.
كانت المرة الأولى والأخيرة التي يتدرب فيها إمام عاشور مع الفريق، إذ عاد والده إلى السنبلاوين ورفض انضمام اللاعب، ليقرر المدرب إيهاب غنيم الذهاب إليه ويحصل على توقيع الطفل الصغير.
“إمام عاشور زمالكاوي”
ويقول إيهاب غنيم مدرب إمام عاشور في براعم غزل المحلة، إنه حصل على توقيع اللاعب وهو في التاسعة من عمره داخل منزله بمركز السنبلاوين التابع لمحافظة الدقهلية، بعد رفض والده الأمر في أكثر من مناسبة سابقة.
وأوضح غنيم لـ”تليجراف مصر”، أن موهبة إمام عاشور آنذاك كانت سببًا في إصرار مدربي المحلة على التعاقد معه، ولتنبئهم بمستقبل مشرق للفتى الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره.
أشار مدرب براعم المحلة، إلى أن طارق محجوب هو أول من قرر تصعيد عاشور للفريق الأول وهو في السابعة عشر من عمره وذلك في موسم 2016-2017 بدوري القسم الثاني.
وأضاف “كانت أولى مبارياته أمام منية سمنود لكنه أضاع الكثير من الأهداف، لكن بعدها واصل تألقه مع الفريق”.
استرسل مكتشف إمام عاشور حديثه مؤكدًا أنه فور تصعيد اللاعب للفريق الأول قدم حرس الحدود عرضًا لضمه وتعاقد معه معارًا.
وأضاف أنه عقب مستواه المميز الذي قدمه رفقة حرس الحدود، تعاقد معه الزمالك نظير 20 مليون جنيه، حصل غزل المحلة على 12 منها، مقابل 8 ملايين تقاضاها الفريق السكندري.
وعن هوية إمام عاشور قال غنيم، إن عائلة اللاعب جميعها تنتمي لنادي الزمالك، والكل يعلم أن اللاعب زملكاوي لكن يؤدي مع الأهلي بشكل مميز.
وعن ذكرى لا ينساها مع إمام عاشور، قال “قبل مباراة السنغال اتصل بي وقال لي أنه حلم بي بعد إخباره من مدرب منتخب مصر السابق كارلوس كيروش أنه سيلعب في مركز الظهير الأيمن، وأبدى تخوفه من المشاركة في مركز جديد عليه”.
حضن ينقذه من الموت
وفي السياق ذاته، قال عمر عبد الله مدير قطاع الناشئين بنادي غزل المحلة في تلك الحقبة، إن ناديي المقاولون العرب وإنبي طلبا التعاقد معه في أكثر من مناسبة خلال تواجده بقطاع الناشئين، بعد تألقه برفقة عدد من اللاعبين مثل عبده يحيى، محمد فخري، وأحمد يوسف”.
أوضح عبد الله لـ”تليجراف مصر”، إن والدي إمام تحملا الكثير من المتاعب من أجله، وتعرض وهو في الثانية عشر من عمره لحادث سير وأنقذته والدته بعدما حضنته وتعرضت لإصابات في جسمها لحمايته.
وأشار إلى أن إمام عاشور يحتاج لثبات انفعالي خاصة في الأمور التي تحدث خارج إطار المستطيل الأخضر وتقلل منه وأنصحه بالابتعاد عنها.
