Fri, 24 Jan 2025 05:06:30 GMT
قال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، إن التركيز يتحول إلى الفصائل المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بعد أيام من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة.
وقال رونين بار إن إسرائيل كانت في خضم حملة متعددة الجبهات، لكن “الآن، حان وقت السامرة [شمال الضفة الغربية]” بحسب تصريحاته.
وتنفذ القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة داخل مدينة جنين ومحيطها في الضفة الغربية، منذ الثلاثاء الماضي.
وتحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هاليفي، عن نقل جنين إلى “مكان مختلف” عبر الضغط العسكري المستمر.
وتحاصر مركبات عسكرية إسرائيلية حالياً على مدخل مستشفى جنين الرئيسي، كما أغلقت الطريق المؤدي إلى مخيم جنين للاجئين، بينما دمرت جرافات عسكرية الطرق المؤدية إلى المخيم، وأقاموا حواجز عند المداخل، رفعوا أسلحتهم أمامنا عند اقتربنا.
ونزح الخميس، حشد من الرجال والنساء والأطفال من المخيم، متجاوزين المركبات العسكرية وأنقاض الطريق، على وقع أصوات انفجارات وإطلاق نار خلفهم.
وقال عادل، وهو سائق سيارة أجرة إن “الوضع مروع، أعيش في شارع العودة، وأنا آخر من يغادر المكان، لا يوجد أحد هناك”.
وأضاف عادل أن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات على المخيم تطالب السكان بمغادرة منازلهم، موضحاً أنها كانت تدعو الجميع إلى ضرورة “أن يغادروا قبل الساعة الخامسة مساءً (بالتوقيت المحلي)”، ومستدركاً حديثه: “الله وحده يعلم ماذا سيفعلون”.
وقال العديد من الذين غادروا المخيم، الخميس، وهم يمسكون بأطفالهم وحيواناتهم الأليفة وأكياس بلاستيكية مليئة بالملابس، إنهم تلقوا أوامر من الجيش بالمغادرة، إما عبر إعلانات من طائرات مسيرة أو شاحنات، أو من خلال المنشورات.
واطلعت بي بي سي على صور لمنشورات قيل إنها ألقيت داخل المخيم، كما سمعت تسجيلات يُعتقد أنها لإعلانات إسرائيلية تؤكد ما قاله السكان.
لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، قال للصحفيين، إن الجانب الإسرائيلي لم يصدر “أي أوامر إخلاء على الإطلاق” لسكان جنين.
وأوضح أن “الناس في جنين غير المرتبطين بالإرهاب أحرار في المغادرة والابتعاد عن عملنا”، لكنه وصف تقارير تحدثت عن أوامر الإخلاء بأنها “أنباء كاذبة ربما نشرها أنصار حماس”.
وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى “تدمير الفصائل المسلحة، المدعومة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومنعها من تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية”، إذ تخشى من أن تصبح الضفة الغربية، “البؤرة التالية، للنفوذ والأسلحة الإيرانية” كما تقول.
لكن استعراض القوة هذا بعد وقف إطلاق النار في غزة، يصبّ في مصلحة الأصوات داخل إسرائيل التي لا تريد مواصلة الحرب في القطاع وحسب، بل تدعو لضم الضفة الغربية أيضاً.
وقتل 12 فلسطينياً في العملية العسكرة الإسرائيلية وأصيب عشرات آخرين، بما في ذلك رجلان يشتبه في ضلوعهما في قتل ثلاثة إسرائيليين في عملية إطلاق نار في وقت سابق من هذا الشهر.
وقتل قتيبة شلبي ومحمد نزال، مساء الأربعاء، في اشتباك مسلح مع قوات إسرائيلية في بلدة برقين غربي جنين، بينما أعلنت حركة حماس في بيان لها، أن الرجلين من مقاتليها.
وخلال هذه العملية العسكرية قتل العديد من المدنيين.
وقال سكان من جنين إن أحمد الشايب الذي يملك محلاً لبيع الهواتف، كان رجل أعمال معروف وليس مقاتلاً.
وقُتل الشايب برصاص قوات إسرائيلية أثناء قيادته سيارته على طريق قرب مخيم جنين، وكان برفقته ابنه تيم البالغ من العمر 10 سنوات.
وقال الطفل تيم لصحفيين في جنازة والده الأربعاء، إنهم (القوات لإسرائيلية) “بدأوا بإطلاق النار، وأصابته رصاصة”.
وأضاف الطفل في روايته عن الحادث: “ثم اصطدمت السيارة بالرصيف، رأيتُ سيارتين عسكريتين تتجهان نحونا، بدأوا بإطلاق النار باتجاه السيارة، لكنني قفزت منها وهربت”.
ومن جانبه قال الجيش الإسرائيلي إن الحادث “قيد المراجعة”.
وقال العديد من الأشخاص إن هذه العملية العسكرية مختلفة عن العمليات الأخرى التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين بدأت الحرب الأخيرة في غزة.
وقال رجل وهو يغادر مخيم جنين الأربعاء، إن “الأمر مختلف هذه المرة، إنهم يستهدفون في كل مكان، الأمر أشبه بما حدث في غزة”.
وبينما كانت تقف إلى جواره، قالت كفاح البالغة 52 عاماً، إنها فقدت 15 فرداً من عائلتها خلال الأشهر الـ 15 الماضية.
وأضافت: “بعد ما حدث للقوات الإسرائيلية في غزة، جاء رد الفعل هذا”، موضحة: “إنهم ينتقمون منا”.
وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن “تحول في الاستراتيجية” لهذه العملية في الضفة الغربية، إذ أوضح أن الدرس المستفاد من غزة لا يتمثل فقط في “القضاء على الإرهابيين”، بل في منعهم من العودة، على حد تعبيره.
ولم تنجح هذه الخطة في غزة، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستنجح في جنين.