أكياس الهدايا وشهادات تحرر للرهائن.. لعبة ساخرة لحماس أو تكتيك نفسي؟

أكياس الهدايا وشهادات تحرر للرهائن.. لعبة ساخرة لحماس أو تكتيك نفسي؟

القاهرة (خاص عن مصر)- أطلقت حماس سراح ثلاث نساء إسرائيليات احتجزتهن لأكثر من 15 شهرًا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن عودتهن تميزت بلفتة مثيرة للجدل – حيث سلمهن عناصر حماس “أكياس هدايا” تحتوي على صور من أُسرهن وخريطة غزة و”شهادات أسر” موقعة.

تم القبض على الرهائن – إميلي داماري (28) ورومي جونين (24) ودورون شتاينبريشر (31) – خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وتحملن أكثر من عام في الأسر قبل إطلاق سراحهن. تم تصوير لحظة عودتهن، حيث أظهرن استلامهن أكياسًا ورقية بنية اللون تحمل شعار كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.

لعبة ساخرة أم استراتيجية نفسية؟

وفقا لتليجراف، لقد تعرضت محتويات الحقائب لانتقادات واسعة النطاق، حيث وصفتها وسائل الإعلام والمحللون الإسرائيليون بأنها “لعبة ساخرة” تهدف إلى استغلال الصدمة النفسية التي تعرض لها الرهائن.

تشير التقارير الواردة من موقع بيزنس ستاندر إلى أن كل شهادة داخل الحقيبة تحمل “قرار إطلاق سراح” موقَّع من قبل مسؤولي حماس. ويزعم المنتقدون أن هذه كانت خطوة دعائية مصمَّمة لتشكيل رواية احتجاز الرهائن كعملية منظمة ومنضبطة وليس عملاً إرهابياً.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان رد الفعل سريعًا ومستقطبًا. وأدان الكثيرون هذه البادرة ووصفوها بأنها “مزعجة” و”مريضة”، في حين وصفها بعض أنصار حماس بأنها وداع رمزي، في محاولة لتصوير المجموعة كسلطة منظمة وليس منظمة مسلحة.

أقرا أيضًا.. مصر والهند وأوروبا تشهد كسوفًا كليًا للشمس 7 مرات الأعوام المقبلة

وقف إطلاق النار وسط صراع مدمر

كان إطلاق سراح النساء الثلاث جزءًا من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر. وبموجب الاتفاق، تم إطلاق سراح 90 سجينًا فلسطينيًا مقابل الرهائن الإسرائيليين.

كان الهدف من الهدنة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي عانت من دمار واسع النطاق بسبب الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حماس.

لقاءات عاطفية وصدمة مستمرة

عند عودتهن، استقبلت النساء الثلاث بارتياح وفرح غامرين. واصطفت العائلات والمؤيدون في الشوارع احتفالاً بنجاتهم. وأصدرت عائلة دورون شتاينبريشر بياناً وصفتها فيه بأنها “بطلة” وأكدت أنها بدأت رحلة إعادة التأهيل بعد 471 يوماً في الأسر.

بالنسبة لإميلي داماري، تركت المحنة ندوباً جسدية وعاطفية. وتشير التقارير إلى أنها فقدت إصبعين بعد إطلاق النار عليها خلال الهجوم الأولي لحماس، وهي إصابة أصيبت بها أثناء محاولتها مواساة كلبها المحتضر، الذي أطلق عليه مسلحو حماس النار أيضاً. وأعربت والدتها ماندي داماري عن امتنانها لكنها ذكّرت العالم بأن العديد من العائلات لا تزال تنتظر عودة أحبائها.

خسائر الحرب ومستقبل وقف إطلاق النار

أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن اختطاف 251 رهينة. وأدى الهجوم المضاد الذي شنته إسرائيل إلى دمار واسع النطاق في غزة، حيث أفادت وزارة الصحة بمقتل ما يقرب من 47 ألف شخص.

وهذا الهدنة هي الثانية من نوعها منذ بدء الحرب. وشهدت هدنة سابقة استمرت أسبوعًا في نوفمبر 2023 أيضًا تبادل الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين، لكن السلام الطويل الأمد لا يزال بعيد المنال.

مع استمرار الجهود الدبلوماسية، يؤكد تبادل الرهائن والسجناء على التكلفة البشرية العميقة للصراع – لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. ومع ذلك، فإن الإيماءات مثل “أكياس الهدايا” التي أطلقتها حماس تثير أسئلة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *