أثارت مصادرة أكثر من ألف مصحف صغير الحجم في مدينة سرت شمال ليبيا بدعوى احتوائها على “كلمات تشبه الطلاسم السحرية وأسماء الشياطين”، جدلاً واسعاً وانقساماً في الآراء بين الليبيين.
يرى البعض في الأمر مساساً صريحاً بالدين الإسلامي وتلاعباً بكتابه الكريم، يدعو آخرون إلى التريث والتحقق من طبيعة هذه “الطلاسم” قبل إصدار الأحكام القطعية.
تفاصيل الواقعة
قبل أيام، نفذ جهاز الحرس البلدي فرع سرت حملة تفتيشية مفاجئة على محال العطارة والبقوليات في المدينة.
أسفرت الحملة عن ضبط ومصادرة 1061 مصحفاً صغير الحجم، وذلك بناءً على ما ورد في بيان المكتب الإعلامي للجهاز من أن هذه المصاحف تحتوي على “كلمات غير مفهومة تشبه طلاسم سحرية”.
وأكد رئيس الفرع أن قرار المصادرة جاء بناءً على أوامر من وزارة الأوقاف التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب.
خبراء لـ خاص عن مصر: هذا ما ينتظر ليبيا بعد المبادرة الأممية الجديدة
إلا أن الأمر اللافت هو عدم الكشف عن طبيعة هذه “الطلاسم” أو الكلمات غير المفهومة بشكل واضح ومفصل من قبل الجهات الرسمية حتى الآن.
هذا الغموض أفسح المجال أمام انتشار التكهنات والشائعات والمعلومات غير المؤكدة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى تأجيج الجدل وتوسيع دائرته.
ردود فعل متباينة في ليبيا
انقسمت ردود الفعل حول هذه القضية بين مؤيد ومعارض، وبين متشدد ومتريث. فمن جهة، عبرت بعض الأصوات الدينية عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ “محاولة تحريف القرآن الكريم وإدخال معتقدات غريبة عنه”.
ودعت هذه الأصوات إلى محاسبة المسؤولين عن طباعة وتوزيع هذه المصاحف. ومن جهة أخرى، دعت أصوات أخرى إلى التريث والتحقق من صحة الادعاءات حول وجود “طلاسم”، مؤكدة على ضرورة الاعتماد على رأي الخبراء والمتخصصين في علوم القرآن قبل إصدار أي أحكام قطعية.
كما طالب العديد من النشطاء والمثقفين بفتح تحقيق شفاف وعلني في هذه القضية، يشارك فيه خبراء من مختلف المجالات، للكشف عن حقيقة هذه “الطلاسم” ومصدر هذه المصاحف وكيفية دخولها إلى ليبيا.
كما عبر البعض عن تخوفهم من استغلال هذه القضية لأغراض سياسية أو لإثارة الفتنة والبلبلة بين أفراد المجتمع الليبي، خاصة في ظل الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد.
اقرا أيضًا.. سوريا أرض المعركة.. تحذيرات من مواجهة عسكرية محتملة بين تركيا وإسرائيل