تراجعت أسعار الذهب عالميًا، اليوم، عن مكاسبها المبكرة، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وعائدات السندات بعد صدور بيانات أظهرت زيادة غير متوقعة في الوظائف الشاغرة بالولايات المتحدة، ما يقلل من احتمالية تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة من قبل “الاحتياطي الفيدرالي”.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 2,648.76 دولار للأوقية، بعدما صعد بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة، كما أغلقت العقود الأمريكية الآجلة للذهب مرتفعة بنسبة 0.7% عند 2,665.40 دولار للأوقية.
الاقتصاد القوي والتضخم
وقال نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة “زانر ميتالز”، بيتر غرانت، إن زيادة الوظائف الشاغرة عن المتوقع مع قوة مؤشر الخدمات تشير إلى أن الاقتصاد لا يزال قويًا، لكن خطر التضخم المستمر قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة حتى مارس المقبل.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% بعد صدور بيانات أظهرت استقرار سوق العمل وقوة قطاع الخدمات، ما يشير إلى احتمال تباطؤ الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة.
وبحسب بيانات الوظائف الأمريكية، فقد ارتفعت الوظائف الشاغرة بمقدار 259,000 وظيفة لتصل إلى 8.098 مليون وظيفة بحلول نهاية نوفمبر، رغم تباطؤ وتيرة التوظيف.
السياسة النقدية
ويشير محللون إلى أن ارتفاع الوظائف الشاغرة يدفع المستثمرين لتسعير سيناريو يحتمل أن تؤدي فيه السياسات النقدية إلى كبح التضخم، ما يحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا للتحوط ضد التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبيته كأصل غير مدر للعوائد.
وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب يوم الجمعة، بالإضافة إلى بيانات التوظيف من شركة “ADP” ومحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر الذي سيصدر يوم الأربعاء، للحصول على مؤشرات إضافية حول توجهات السياسة النقدية.
الاحتياطيات الصينية
على الصعيد الدولي، أظهرت بيانات رسمية أن البنك المركزي الصيني أضاف الذهب إلى احتياطياته في ديسمبر للشهر الثاني على التوالي. وذكر كبير المحللين في “أكتيف تريدز”، ريكاردو إيفانجليستا، أن إضافة الصين الذهب إلى احتياطياته يُعد تطورًا من شأنه تقديم دعم مستمر لأسعار المعدن النفيس.