مُساعد بن لادن مقابل 3 أمريكيين.. ما مصير صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وكابول؟

مُساعد بن لادن مقابل 3 أمريكيين.. ما مصير صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وكابول؟

شفق نيوز/ وصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة
وحكومة طالبان في أفغانستان، بشأن تبادل السجناء، لطريق مسدود، رغم ظهور أنباء حول
صفقة التبادل، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى إطلاق سراح، مساعد بن لادن السابق
المعتقل في غوانتنامو، مقابل ثلاثة أميركيين محتجزين في سجون طالبان.

ومنذ أكثر من عام تتفاوض حكومة طالبان مع
الولايات المتحدة لإتمام صفقة تبادل السجناء، حيث اشترطت الإدارة الأميركية إطلاق
سراح ثلاثة مواطنين أميركيين هم ريان كوربيت وجورج جليزمان ومحمود شاه حبيبي،
مقابل الإفراج عن آخر سجين أفغاني في معتقل غوانتنامو، إلا أن المفاوضات وصلت
لطريق مسدود منذ مايو العام الماضي.

وذكرت مصادر في طالبان لموقع
“العربية”، أن المفاوضات مع الأميركيين لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج
إيجابية، وأن إدارة بايدن تريد إنجازاً أخيراً لها قبل مغادرة البيت الأبيض.

وأجرى الرئيس الأميركي اتصالاً هاتفياً بأسر
المواطنين الأميركيين المحتجزين لدى طالبان، عقب تسريب الأنباء حول المفاوضات بين
الطرفين.

وقال شقيق محمود شاه حبيبي بأن بايدن أبلغه
خلال الاتصال أن “شقيقه جزء مهم من المفاوضات بين الولايات المتحدة
وطالبان”، معرباً عن أمله وتفاؤله في إطلاق سراحه.

على العكس من ذلك، وصفت زوجة ريان كوربيت
محادثتها مع بايدن بأنها “مخيبة للآمال”، وأن بايدن “لن يعيد ريان
إلى المنزل“.

وقالت آنا كوربيت لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية،
يوم أمس الاثنين عن محادثتها مع بايدن “لقد كان متعاطفاً للغاية، لكن انطباعي
عنه هو أنه لن يعيد ريان إلى المنزل، وهذا أمر مؤلم للغاية بالنسبة لي“.

ومنذ اعتقال كوربيت في 2022، طلبت زوجته التحدث
مع جو بايدن حول مصير زوجها عدة مرات، لكن البيت الأبيض لم يستجب لطلباتها.

وقالت مصادر مطلعة إن المفاوضات توقفت بين
الطرفين بسبب إنكار طالبان تواجد المواطن الأميركي/الأفغاني الأصل محمود شاه حبيبي
في سجونها، بينما كانت إدارة بايدن تصرّ على معلوماتها الاستخباراتية التي تقول
بأن محمود حبيبي وريان كوربيت، اعتقلا في عمليتين منفصلتين في العاشر من أغسطس 2022،
بعد أيام من مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري.

وعقب وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، قال مسؤول
في طالبان “نحن منفتحون على المفاوضات، لكن الولايات المتحدة لا تزال مترددة
في اتخاذ خطوات ذات جدوى، ونريد رؤية -محمد رحيم- الأفغاني يُطلق سراحه من
غوانتنامو، لكن الأميركيين يرفضون ذلك“.

بينما قال شقيق المعتقل الأميركي محمود حبيبي،
تيمور شاه حبيبي، إن المعلومات التي لديهم تقول إن شقيقه معتقل في سجون طالبان،
وإنه قبض عليه بعد عشرة أيام من مقتل الظواهري في كابل.

وأضاف تيمور شاه بأن طالبان قبضت على شقيقه
وثلاثين موظفاً يعملون في شركته، وأفرجت عنهم بعد أيام ما عدا محمود شاه وأحد
المهندسين العاملين لديه.

وبحسب أسرة محمود شاه فإن موظفي الشركة أبلغوهم
بأن التحقيقات كانت معظمها حول التعاون مع الولايات المتحدة والكشف عن مقر
الظواهري.

وكانت الشركة تعمل في مشروع للاتصالات أمام
المنزل الذي كان يقطنه زعيم تنظيم القاعدة السابق في المنطقة الدبلوماسية في كابل.

 

محمود شاه حبيبي

محمود شاه حبيبي هو مواطن أميركي من أصول
أفغانية، وعمل رئيساً لهيئة الطيران المدني في الحكومة الأفغانية السابقة حتى
سقوطها على يد طالبان في أغسطس 2021.

وبحسب المعلومات، فإن محمود شاه عاد إلى كابل
بعد التنسيق مع لجنة الاتصال وإعادة الشخصيات السياسية في طالبان مطلع العام 2022،
وبدأ العمل في شركته التي تعمل في مجال الاتصالات والمقاولات والخدمات التقنية في
أفغانستان.

 

وغادر حبيبي كابل قبل مقتل زعيم تنظيم القاعدة
السابق أيمن الظواهري بثلاثة أشهر، وعاد إلى كابل بعد العملية بأسبوع واحد، بحسب
ما ذكرت عائلته.

وعقب إعلان جو بايدن مقتل الظواهري، اعتقلت
طالبان محمود شاه في العاشر من أغسطس 2022 إلى جانب 30 موظفاً يعملون لديه.

 

ريان كوربيت

ريان كوربيت مواطن أمريكي من نيويورك، زار
أفغانستان لأول مرة في عام 2006، وقرر العيش فيها بدءاً من 2010، حيث مكث فيها إلى
جانب أسرته حتى عودة طالبان للسلطة في أغسطس 2021، وكان كوربيت يدير مشاريع
لمنظمات غير حكومية في أفغانستان عبر شركته الخاصة.

وبحسب زوجته فإن كوربيت قرر العودة إلى كابل في
يناير 2022 لتجديد تأشيرة عمله ودفع رواتب موظفيه، ووجد ترحيباً من مسؤولي طالبان.

وعاد ريان كوربيت إلى كابل بعد مقتل أيمن
الظواهري بأيام، إلا أنه اعتقل في العاشر من أغسطس 2022، إلى جانب مواطن ألماني
كان برفقته، حيث أطلقت طالبان سراح المواطن الألماني فيما أخفت كوربيت لديها.

 

جورج جليزمان

جليزمان المواطن الأميركي الآخر الذي يقبع في
سجون طالبان منذ ديسمبر 2022، والذي تقول أسرته بأنه ذهب لأفغانستان بشكل قانوني
لغرض السياحة، وهو زار أكثر من 100 دولة وكان يرغب باستكشاف أفغانستان.

وتقول ألكسندرا زوجة جليزمان بأنها تحدثت معه
لمرة واحدة فقط، متوسلة إلى طالبان لإطلاق سراحه لأسباب إنسانية.

ويعمل جورج جليزمان، كميكانيكي خطوط جوية في
شركة طيران دلتا الأميركية.

 

محمد رحيم الأفغاني

محمد رحيم الأفغاني عمل مساعداً خاصاً ومترجماً
لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وسهّل له ولمرافقيه المخابئ في جبال
تورا بورا عقب دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان.

وتحرص حكومة طالبان على إطلاق سراح الأفغاني،
كونه أحد المقربين من كبار قادة طالبان، وكان السائق الخاص لمؤسس الحركة الملا عمر.

حيث كان الأفغاني برفقة الملا عمر وزوجته
الثانية هاربين من قصف استهدف منزل مؤسس طالبان في 2001، ولكن افترقا بعد أن
استهدف القصف الأميركي المركبة التي كانا يستقلانها، ليغادر محمد رحيم وينضم إلى تنظيم
القاعدة في جبال تورا بورا مسقط رأسه.

واعتقلت القوات الباكستانية محمد رحيم في 2007
خلال استقلاله لحافلة عامة في مدينة لاهور، ونُقل إلى غوانتنامو في العام 2008.

وكان البنتاغون صرّح بعد اعتقال رحيم الأفغاني
بأنه محتجز في مراكز الاستجواب السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية،
وصنّفه البنتاغون على أنه “معتقل ذو قيمة عالية“.

وبقي الأفغاني في المعسكر رقم 7 وهو الذي
يتواجد فيه أخطر السجناء في غوانتنامو.

 

 

مالك السيد يعمل كمحرر إلكتروني لدى "صحيفة الخبر"، متخصص في إدارة المحتوى الرقمي وصياغة الأخبار وتغطية الأحداث بمهنية ودقة، مع التركيز على تحسين تجربة القارئ وتعزيز ظهور الموقع في محركات البحث.