“الحباري والذئب الصحراوي” في خطر.. الصيد الجائر يهدد رموز الحياة البرية في الأنبار

“الحباري والذئب الصحراوي” في خطر.. الصيد الجائر يهدد رموز الحياة البرية في الأنبار

2025-01-26T17:29:11+00:00

شفق نيوز/ تواجه
محافظة الأنبار أزمة بيئية متفاقمة تتمثل في خسارة طيور “الحباري”، خلال
موسم تكاثرها مع الخوف من انقراض “الذئب الصحراوي”، نتيجة استمرار الصيد
الجائر وضعف الرقابة البيئية.

وتعد طيور
“الحباري”، رمزاً للحياة البرية في المنطقة، بينما يمثل الذئب الصحراوي
أحد أبرز مفردات التنوع البيولوجي في صحراء الأنبار.

ومع تصاعد هذه
التحديات، يتزايد القلق حول تأثيرات هذه الممارسات على التوازن البيئي في
المحافظة، وسط دعوات لتشديد الرقابة وتفعيل القوانين الرادعة لحماية الحياة البرية
من الانقراض.

وفي هذا الصدد،
يقول المتخصص في الشأن البيئي، صميم سلام، لوكالة شفق نيوز، إن “الصيد الجائر
للطيور والحيوانات المهددة بالانقراض يشكل أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه
العراق، إذ يسهم هذا النشاط في اختلال التوازن البيئي ويؤدي إلى تدمير الموائل
الطبيعية ويهدد بانقراض أنواع حيوية، مما يؤثر على السلسلة الغذائية والبيئة بشكل
عام”.

وأضاف سلام، أن
“الصيد الجائر ينعكس سلباً على السياحة البيئية، ما يؤثر على الاقتصاد
المحلي، فضلاً عن تهديد الصحة العامة بسبب استهلاك لحوم الحيوانات بطرق غير صحية”.

وأشار سلام، إلى
أن “أسباب الصيد الجائر في العراق، متعددة وأبرزها يهدف إلى الحصول على
الجلود والأعضاء، أو لحوم الحيوانات النادرة، فضلًا عن غياب الرقابة البيئية وضعف
تنفيذ القوانين”، مبيناً أن “نقص الوعي البيئي يسهم في تفاقم هذه
الظاهرة، حيث يفتقر العديد من الأفراد إلى إدراك المخاطر البيئية المترتبة على هذه
الممارسات”.

ويتابع سلام،
حديثه قائلاً “ينص قانون حماية وتحسين البيئة العراقية رقم 27 لسنة 2009 على
جملة من الأحكام التي تهدف إلى حماية الطيور المهاجرة والحيوانات المهددة
بالانقراض، وتشمل هذه الأحكام حظر الصيد والتداول غير المشروع، فضلاً عن حظر تدمير
مناطق الطيور والحيوانات، بالإضافة إلى فرض عقوبات مشددة على المخالفين، حيث تصل
العقوبات إلى السجن لمدد تتراوح بين 3 إلى 10 سنوات مع فرض غرامات مالية تصل إلى
100 مليون دينار عراقي”.

وأوضح سلام، أن
“الصيد الجائر لا يهدد فقط الأنواع الحية، بل يتسبب أيضاً في تدمير القيم
الثقافية والتقاليد المرتبطة بالبيئة والحياة البرية”، مشددًا على
“أهمية تعزيز الوعي البيئي وتشديد الرقابة لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي
في العراق”.

وعلى خلفية
تفاقم ظاهرة الصيد الجائر في المحافظة، يقول مدير بيئة الأنبار، قيس ناجح، لوكالة
شفق نيوز، إن “قيادتي عمليات الأنبار والجزيرة أصدرتا تعميماً رسمياً يمنع
الصيد الجائر بكافة أشكاله في عموم محافظة الأنبار، وذلك بهدف حماية التنوع البيئي
والحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض”.

إلى ذلك، تواصلت
وكالة شفق نيوز مع شعبة التغيرات المناخية في الأنبار، التي أكدت بدورها أن
“الشعبة تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية في المستقبل القريب”.

ويعاني نشطاء
بيئيون من ضغوط وتهديدات متزايدة نتيجة دعواتهم المتكررة للحفاظ على البيئة
والتنوع الأحيائي في ظل ممارسات غير قانونية يقوم بها بعض الصيادين، الذين يرتبط
العديد منهم بشخصيات متنفذة سياسياً.

كما أشار
النشطاء، إلى أن هذه الممارسات تؤدي إلى تدمير الأنظمة البيئية والتسبب في انقراض
أنواع من الكائنات الحية، في حين يعبرون عن قلقهم من التضييق الذي يواجهونه،
مطالبين الجهات المعنية بتطبيق القوانين البيئية وحمايتهم من الاستهداف.

ويتهم سكان من
محافظة الأنبار صيادين أجانب بممارسة الصيد الجائر في مناطق مختلفة من المحافظة،
مشيرين إلى أن هؤلاء الصيادين يمارسون ذلك تحت حماية أمنية وفرتها جهات محلية.