تامر شوقي: ضعف العقوبات سبب تكرار وقائع التعدي بين المعلمين وأولياء الأمور

تامر شوقي: ضعف العقوبات سبب تكرار وقائع التعدي بين المعلمين وأولياء الأمور

شكرا على قرائتكم خبر عن تامر شوقي: ضعف العقوبات سبب تكرار وقائع التعدي بين المعلمين وأولياء الأمور

قال الدكتور تامر شوقي أستاذ التربية بجامعة عين شمس، الخبير التعليمي، إن مظاهر العنف ازدادت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، في المدارس وتعدى المعلمين باختلاف مستوياتهم الوظيفية على الطلاب، والإفراط الشديد يترتب عليه تأثيرات نفسية سلبية على الطلاب من حيث فقدان الطالب ثقته بنفسه، وتكوين اتجاهات سلبية لديه نحو المادة والمدرسة.

وأضاف الخبير التعليمي، في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن العنف ضد الطالب في المدرسة يزيد احتمالات تسربه من التعليم، وتكوين صعوبات تعلم لديه، وقد يكتسب سلوك العنف ويصبح أحد سمات شخصيته، وتزداد هذه التأثيرات السلبية كلما كان الطالب أصغر سنًا، خاصة إذا كان التعدي الجسدي مصحوبا بالتعدي اللفظي، وتصوير الواقعة.

وأوضح «شوقي»، أن من أسباب تعدى المعلمين على الطلاب، الضغوط الكبيرة الواقعة عليهم من جانب الطلاب أو أولياء الأمور أو المديرين أو الموجهين وغيرهم، والأعباء الزائدة من تحضير الدروس، وكتابة الواجبات اليومية والتقييمات الأسبوعية، إضافة إلى الفجوة الزمنية الكبيرة بين الطلاب والمعلمين، وكبر سن المعلمين في ضوء التوقف منذ زمن بعيد عن تكليف خريجي كليات التربية.

العنف ضد الطالب

وأشار الخبير التعليمي، إلى أن ضعف العائد المادي من مهنة التدريس يولد شعور عدم الرضا الوظيفي لدى المعلمين، ولا شك أن الوزارة تتخذ إجراءات عاجلة ضد مثل هؤلاء المعلمين من خلال تحويلهم إلى التحقيق وتوقيع عقوبات صارمة، وكثيرا ما يتم إحالتهم إلى النيابة الإدارية، ولكن العقوبات وحدها لا تكفي لمنع تكرار حالات تعدى المعلمين، ولا بد من معالجة أسباب ذلك السلوك بشكل صحيح.

شهدت عدد من المدارس في الآونة الأخيرة، عنف بشكل متبادل بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، حيث وقعت جريمة بشعة في مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية، عندما أقدم طالب بالصف الأول بالمدرسة الميكانيكية على قتل زميله في دورة المياه، بسلاح أبيض أدى إلى وفاته بعد محاولات لإنقاذه في مستشفى الزهور.

واتخذت وزارة التربية والتعليم إجراءات عاجلة، بإلغاء تكليف مديرة المدرسة وتحويل المسئولين في المدرسة للشئون القانونية، وإلغاء تكليف مدير عام التعليم الفني، وإلغاء تكليف مدير إدارة التعليم الصناعي، إلغاء تكليف رئيس قسم التعليم الفني بإدارة شمال.

وأكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، أن الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية، وسعيها لتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة، مشددًا على أنه لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسئول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة.

ووجه الوزير بسرعة صرف الدعم المقدم من صندوق التأمين على الطلاب لأسرة الطالب، كما وجه بالتكفل بكافة احتياجات الأسرة وتوفير كافة سبل الرعاية لهم.

وفي مشهد آخر، اعتدت مديرة مدرسة النصر الابتدائية بالمرج، بالضرب على 3 تلاميذ داخل المدرسة باستخدام «الحذاء»، في حادثة عُرفت إعلاميًا بـ «واقعة الشبشب»، وبعد انتشار الفيديو بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار حالة من الغضب والاستنكار بين أولياء الأمور والطلاب، مما دفع وزارة التربية والتعليم للتحرك، وقررت إيقاف مديرة المدرسة عن العمل وإحالتها للشؤون القانونية.

كما شهدت مدرسة الفتوح الإسلامية، التابعة لإدارة العجمى التعليمية بالإسكندرية مشادة بين سيدة من أولياء الأمور والعاملين بالمدرسة، والمعروفة إعلاميًا بـ «سيدة الديسك»، وعاقبت إدارة الشئون القانونية فى مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، المتورطين فى واقعة التعدى على سيدة بالخصم من راتبهم، وعددهم 6 أشخاص، وأصدر وكيل الوزارة قراراً عاجلأً، بنقل أبناء السيدة صاحبة الواقعة إلى مدرسة أخرى لاحتواء الأزمة وعدم الاحتكاك بالمعلمة الموجودة في المدرسة، أحد طرفي الأزمة.

محرر وصحفي من الأردن، متخصص في مجال الاقتصاد والتجارة، وله باع طويل في كتابة التقارير الاقتصادية المعمقة والتحقيقات المالية، مما يجعله مرجعًا في تحليل السوق العربي.