قال سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين وليد النور، إنه في ظل الحرب المستمرة تتزايد المخاطر المحدقة بالأطفال في السودان، حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الأزمة الحالية تهدد حياة الملايين من الأطفال، ما يزيد الوضع سوءًا هو تفاقم نقص الغذاء وانعدام الخدمات الأساسية، مما يجعل الأطفال أكثر الشرائح تضررًا من النزاع.
وأشار وليد النور في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، إلى أن الأزمة الراهنة تسببت في فقدان عدد كبير من الأطفال ذويهم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مصاعب الحياة دون دعم أو حماية.
وأضاف: “الكثير من هؤلاء الأطفال باتوا بلا مأوى أو مصدر رزق، ما يعرضهم لخطر الجوع والتشرد، بالإضافة إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد بسبب التجارب المؤلمة التي يمرون بها.”
أخطر تداعيات الازمة في الانقطاع عن التعليم
تتجلى إحدى أخطر تداعيات الأزمة في الانقطاع عن التعليم، وأوضح “النور” أن الأطفال في السودان لم يتمكنوا من دخول المدارس للعام الثاني على التوالي، مما يهدد بضياع سنوات حاسمة من حياتهم التعليمية.
وأضاف: “الأطفال في سن التعليم الأساسي الذين يُحرمون من الدراسة يتحولون إلى عمالة مبكرة، حيث يضطر كثير منهم إلى العمل في ظروف قاسية، مثل جمع المياه من مناطق بعيدة أو بيع السلع في الأسواق لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم.”
وأكد أن هذه الأوضاع الخطيرة لها تداعيات تمتد إلى الأمد الطويل.. فالأطفال الذين يتخلون عن التعليم للعمل في بيئات غير آمنة سيواجهون مستقبلًا غامضًا، ما يؤدي إلى خلق جيل يعاني من نقص في المهارات والمعرفة، وهو ما سيؤثر سلبًا على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسودان في العقود القادمة.
كما شدد على أن تدهور الأوضاع الإنسانية سيؤدي إلى ضغوط إضافية على المجتمعات المضيفة للنازحين، حيث تتأثر الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة والتعليم في مناطق اللجوء التي تعاني أصلًا من نقص الموارد.
وأوضح أن هذه التحديات تتطلب استجابة دولية عاجلة لتوفير الدعم الغذائي والخدمات الصحية والتعليمية للأطفال المتضررين.
وختم “النور” تصريحه بالدعوة إلى وقف فوري للعنف وتوجيه الموارد نحو حماية الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية في الحياة والتعليم والرعاية الصحية.
وأضاف: “توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال يجب أن يكون أولوية قصوى، لأنهم يمثلون مستقبل البلاد، وأي فشل في تلبية احتياجاتهم سيؤدي إلى نتائج وخيمة على السودان بأكمله”.
