الحوثيون لا يتراجعون.. التصعيد العسكري لن ينهي حملتهم ضد إسرائيل – صحيفة الخبر

الحوثيون لا يتراجعون.. التصعيد العسكري لن ينهي حملتهم ضد إسرائيل – صحيفة الخبر

القاهرة (خاص عن مصر)- كشف الارتفاع الأخير في هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون ضد إسرائيل وممرات الشحن في البحر الأحمر عن عدم كفاية الاستراتيجيات الحالية للولايات المتحدة وحلفائها.

ورغم سلسلة الضربات الانتقامية الأمريكية التي استهدفت البنية التحتية العسكرية على طول ساحل اليمن، فإن الحوثيين لا يزالون غير مرتبكين، ففي ديسمبر 2024 وحده، شنوا هجمات على العديد من السفن البحرية والتجارية الأمريكية ونفذوا سلسلة لا هوادة فيها من الهجمات على إسرائيل.

وفقا لتحليل فورين بوليسي، بقلم كل من: بيث سانر، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة، وجنيفر كافاناج، مديرة التحليل العسكري، دفعت هذه الاستفزازات إلى شن ضربات مضادة، على الرغم من تأثيرها، فشلت في تآكل القدرات العملياتية للحوثيين.

من المثير للقلق أن هذه الضربات العسكرية المتبادلة أدت إلى أضرار جانبية، بما في ذلك إسقاط طائرة مقاتلة أمريكية من طراز FA-18، وكما يزعم الخبيران بيث سانر وجنيفر كافاناغ، فإن نسبة التكلفة إلى الفائدة غير المستدامة هذه تؤكد على الحاجة إلى استراتيجية أمريكية منقحة تستهدف الأسباب الجذرية لقوة الحوثيين بدلاً من أعراضها المرئية.

عملية بوسيدون آرتشر.. مبادرة متعثرة

أطلقت عملية بوسيدون آرتشر رداً على عدوان الحوثيين، بهدف حماية ممرات الشحن الحيوية في مضيق باب المندب، وهو شريان حيوي للتجارة العالمية، ومع ذلك، أسفرت العملية عن نتائج مختلطة، ويسلط اعتراف نائب الأدميرال جورج ويكوف بأن الضربات العسكرية وحدها لا تستطيع ردع الحوثيين الضوء على حدود الحملة.

في حين انخفضت الهجمات على الشحن، فإن هذا الانخفاض يرجع في المقام الأول إلى انخفاض حركة المرور البحري وليس استعادة حرية الملاحة، فقد أعادت الشحنات الغربية توجيه نفسها عبر مسارات أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، تاركة نقاط الضعف الاستراتيجية في البحر الأحمر دون معالجة.

اقرأ أيضا.. إرهابي نيو أورليانز استخدم متفجرات لم تستخدم في الولايات المتحدة أو أوروبا

التهديد الحوثي المتوسع

تمتد طموحات الحوثيين الآن إلى ما هو أبعد من اليمن، إن هجماتهم المكثفة على إسرائيل، بأكثر من 200 صاروخ و 170 طائرة بدون طيار منذ أكتوبر 2023، تظهر ثقة متزايدة، وعلى الرغم من أنظمة الاعتراض الفعّالة التي تمتلكها إسرائيل، فإن الخسائر النفسية التي لحقت بالمدنيين والخسائر المتفرقة تكشف عن قدرة الحوثيين على تعطيل الاستقرار الإقليمي.

على النقيض من إيران أو حزب الله، يعمل الحوثيون بأقل قدر من القيود المادية أو السمعة، وقد عززت سنوات القصف السعودي من قدرتهم على الصمود، وعززت شعبيتهم المحلية على الرغم من المعاناة التي ألحقها بهم الصراع.

وعلاوة على ذلك، برز الحوثيون كلاعبين محوريين داخل محور المقاومة الإيراني، فدخلوا إلى الفراغ الذي خلفه تراجع نفوذ طهران، وتعمل تحالفاتهم مع مجموعات مثل الشباب ودورهم كموردين للأسلحة في شرق إفريقيا على تضخيم تأثيرهم المزعزع للاستقرار.

تشير تهديداتهم للبنية التحتية النفطية السعودية والهجمات السابقة على الإمارات العربية المتحدة إلى طموح جيوسياسي أوسع نطاقا يشكل مخاطر على أسواق الطاقة العالمية وحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين.

التكاليف الاقتصادية والاستراتيجية للولايات المتحدة

يتزايد الضغط المالي والعملياتي على الجيش الأمريكي، إن دعم العمليات في البحر الأحمر يكلف واشنطن ما يقدر بنحو 570 مليون دولار شهريًا، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد اللازمة لأولويات استراتيجية أخرى، مثل الصراع المحتمل في المحيط الهادئ.

كما أدت عمليات الانتشار المطولة إلى إجهاد الأفراد، وتسريع تآكل المعدات، وتقليص الاستعداد العام، ومع ذلك، كان التأثير المباشر لهذه الاضطرابات على التجارة الأمريكية وأسعار الطاقة محدودًا، مما يثير المزيد من التساؤلات حول فعالية السياسات الحالية.

رسم مسار جديد

تواجه الإدارة الأمريكية القادمة حاجة ملحة للتحول من المشاركات العسكرية التفاعلية إلى استراتيجيات استباقية تستهدف تدفقات الإيرادات وسلاسل التوريد الحوثية، ويقترح سانر وكافاناج نهج احتواء شامل يتضمن التعاون الإقليمي والدولي.

تشمل التدابير الرئيسية ما يلي:

خفض عائدات الحوثيين: يجب على الولايات المتحدة تعطيل مصادر دخل الجماعة، بما في ذلك التجارة غير المشروعة والضرائب المحلية.

يمكن الاستفادة من الشراكات مع الحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان، فضلاً عن أصحاب المصلحة العالميين مثل الهند والاتحاد الأوروبي، لكبح الشبكات المالية الحوثية.

تعزيز الجهود البحرية المتعددة الأطراف: إن البناء على القوات البحرية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، وهو تحالف يضم 46 دولة يركز على مكافحة القرصنة، يمكن أن يقطع خطوط إمداد الحوثيين بشكل أفضل، كما أن إشراك تركيا وإعادة تنشيط المجلس الإقليمي للرياض لمكافحة القرصنة والتهريب أمر بالغ الأهمية.

تحديد حجم الوجود البحري الأمريكي: إن الانتقال من مجموعات حاملات الطائرات إلى قوات أصغر وأكثر مرونة، بما في ذلك مدمرات الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار، من شأنه أن يحسن استخدام الموارد مع الحفاظ على الفعالية التشغيلية.

دعم الشركاء المحليين: إن تعزيز الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وغيرها من الكيانات المحلية يمكن أن يوازن نفوذ الحوثيين على الأرض، مما يعزز الاستقرار على المدى الطويل.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *