مقال : ناصر البرشاء – دولة الأطفال وضياع الضمير
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : ناصر البرشاء – دولة الأطفال وضياع الضمير
عندما تأتي الدولة بأطفال لا صلة لهم بإدارة الدولة ولا بشؤونها الاقتصادية أو العسكرية، فكيف سيكون حال المواطن يا ترى؟
وحينما تأتي الدولة بأطفال تخلو صدورهم من الضمائر وتعينهم في مراكز عليا ورفيعة، كالقطاع العسكري والأمني والاقتصادي، فلا شك أنها ستكون نهاية الدولة على يد هؤلاء الأطفال.
فإذا أرادت الدولة بناء مؤسسات عسكرية وأمنية واقتصادية، هناك كوادر وعباقرة وأشخاص ذوو خبرة ومؤهلات عليا لإدارة الشؤون العسكرية والأمنية، وبالمثل في المجال الاقتصادي الذي يُعد من أهم مقومات الدولة بل هو أساس حياة المواطن. فإذا ضاع الاقتصاد ضاعت حياة المواطن.
علمًا أن الاقتصاد يشمل الكثير من القطاعات الحيوية، منها القطاع الغذائي والزراعي والحيواني، وكذلك القطاع المصرفي، الذي يُعد الأهم، والذي نعاني منه في وقتنا الحالي، في ظل انهيار العملة وضياع الضمير الإنساني. يا ترى، إلى متى ستستمر معاناتنا مع انهيار العملة؟ وإلى متى سنشاهد ضياع الاقتصاد شيئًا فشيئًا؟ متى تستفيق ضمائر المسؤولين؟
يأتون بأطفال لم يبلغوا سن الرشد، ويسلمونهم ركائز الدولة، ثم يذهبون إلى المحافل الدولية يتباكون على ضياع البلاد واقتصادها وأمنها واستقرارها. بالله عليكم، أليسوا بأطفال؟
حينما تغيب ضمائر الساسة ورجال المال وصناع القرار عن أداء واجبهم تجاه أوطانهم، أليسوا بأطفال؟ حينما ينكسر الرجال أمام صعوبة العيش في وطن غابت فيه ضمائر المسؤولين، وباتت مصالحهم الشخصية أهم من حياة المواطن، أليسوا بأطفال؟ حينما ينام رب أسرة وهو لا يعلم ماذا ينتظره في الغد وكيف سيتحمل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أليسوا بأطفال؟
حينما ترى نساء عفيفات على أبواب المساجد تبكي بحرقة، وأطفالًا يتذللون على قارعة الطريق من أجل رغيف خبز أو شربة ماء، أليسوا بأطفال؟ حينما ترى أصحاب الشهادات العليا والمستويات الرفيعة يتخبطون في الشوارع بحثًا عن أي عمل لتأمين حياة كريمة لأطفالهم، أليسوا بأطفال؟ حينما يسكنون في أفخم الفنادق وأرقى الدول ويتناولون أشهى المأكولات بينما شعوبهم تموت جوعًا وفقرًا، إذن من هم الأطفال؟ نحن أم أنتم؟
فالرجال كثير، ولكن الضمائر قليلة.
تعليقات