مقال : أحمد سالم شيخ العلهي
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : أحمد سالم شيخ العلهي
من الذكريات الجميلة، والتي رسخت في الذاكرة منذُ أكثر من 37 عاما”خلت..
تلك الرحلة المدرسية، والتي قامت بها إدارة ومدرسي وطلاب مدرسة جبلة الوزنة، في العام1987م، إلى منطقة لماطر بمحافظة شبوة..
في ذلك العام 1987م، هو العام الأول لي في سلك التدريس بالتربية والتعليم، أنا ومجموعة من زملائي الإحباء وهم: عبدالله الحوزة الجنيدي، وناصر عبيد المخزوم، ومحمد الخضر سعيد العولقي (كادح)، واحمد عبدالله مشرف، ومحمد منصور حسين، والاخوين: حيدرة وعلي سعيد المليحي، والأخ محمد علي الصوملي، والاستاذ المرحوم عبدالله العلواني المعلم.. والاستاذ المرحوم حسين محمد دليو مدير المدرسة. والاستاذ المرحوم عبدالله احمد عامر طيب الله ثراهم. وزميلاتنا واخواتنا المعلمات الفاضلات، ومجموعة من طلاب المدرسة.
تجمعنا في صبيحة ذلك اليوم بمدرستنا، منتظرين سيارة النقل، والتي ستنقلنا إلى لماطر..
جلسنا مع بعض نتجاذب الحديث، فرحين، ومستبشرين خيرا..
يغمرنا المرح والفرحة والسرور..
في جو تسودة الألفة والمحبة، كعائلة واحدة نضحك، ونمزح مع بعضنا البعض..
أقبلت السيارة علينا، وإذا بطلابنا يصيحون فرحا”، ويهللون بقدومها..
بدأنا بوضع اغراض الرحلة، وإمتعتنا، وأغراضنا مع راسين غنم على السيارة، وتسلق الطلاب السيارة، فرحين مسرورين تغمرهم البهجة والسعادة..، ومن ثم امتطى المدرسون السيارة، وأخواتنا المدرسات الفاضلات، في غمارة السيارة الجبّان، والتي كان يقودها المرحوم شاعن من قرية الفريض..
تحركت بنا السيارة شرقا” في جو بهيج، تغمره الفرحة، ويسوده الوئام.
وصلنا في محطتنا الأولى إلى منطقة لحمر، وفي مطعمها تناولنا وجبة الإفطار،.. ثمَّ واصلنا مسيرنا شرقا”، مرورا” بأرض باكازم..
الحبج.. المعجلة.. معوان.. سناج.. الشقيب.. المحفد…
وفي المحفد توقفنا، وأخذنا قصد من الراحة.. ثمَّ شددنا الرحال إلى لماطر، والتي وصلناها حوالي الساعة الحادية عشر ظهرا”..
وعند وصولنا الى لماطر، أنبهربنا بتلك المناظر الطبيعية الخلابة.
حيث شاهدنا جداول الماء العذب الصافي الزلال، واشجار نخيل جوز الهند السامقة.. وكم كان لذلك المنظر البديع، من أثر على طيب في نفوس الجميع..
مياه فيروزية نقية الصفاء، عذبة المذاق.. تخترق الصخور، محاطة بالاشجار الخضراء. وكم هي روعة وجمال سماع خرير تلك الجداول، ورنينها في مسامعنا. فسبحان الله الفيروزية الخالق العظيم …
بدانا نصول ونجول، في كل مكان بالمنطقة. فبدانا الاستحمام، والسباحة، في تلك المياه الفيروزية النقية..
نضحك ونمرح برهة من الوقت.. ثمَّ بدأ الاخ عبدالله الحوزة بالتقاط الصور الفوتغرافية، لتلك المناظر الطبيعية الخلابة.. والتقطت العديد من الصور.. للطلاب والزملاء، وهم يسبحون، ويستحمون، في تلك المياه النقية العذبة.
من ثمَّ بدانا العدة لإعداد وجبة الغداء..
وكنا جميعا” نشارك في ذلك الإعداد لوجبة الغداء مدرسين وطلاب على السواء..
فالبعض يقوم بإحضار الحطب، والبعض الآخر يقوم بغسل الأواني.. والإستاذين الفاضلين، العلواني ودليو الف رحمة تغشاهما، كانت مهمتهما ذبح الذبيحتين، وتقطيعها وتجهيزها.
اما أخواتنا المعلمات الفاضلات فقد قمن بطهي الطعام، واعداده على اكمل والذ واحلى مذاق..
وبعد إن تم طهي الطعام، تم توزيع الغداء على مجموعات، كل مجموعة تضم مابين 5 إلى 6 اشخاص على الصحن الواحد..
تغدينا، وتناولنا طعامنا، بين احضان الطبيعة الخلابة الخضراء..
وبعد ان تغدينا، وتنعمنا، أعددن لنا اخواتنا الفاضلات، مشروب الشاهي.. وبعد ان تناولنا شرب الشاهي ، قمنا بتنظيف وغسل اواني الطعام.. عدنا الكرة مرة اخرى الى المياه، نسبح ونستحم، ونضحك، ونمرح، ونعاود الجلوس تحت ظل الاشجار.. وهكذا مر الوقت سريعا”، ولم نشعر إلا واساتذتنا الافاضل دليو والعلواني ينادون علينا بالتأهب للعودة، والرحيل.
وفي حوالي الساعة الخامسة عصرا” حملنا اغراضنا وإمتعتنا وامتطينا السيارة، وتحركت بنا في طريق العودة الى منطقتنا ومديريتنا..
عدنا والعود أحمد… عدنا والوجوه فرحة مرحة، تعلوها البهجة والالفة والنشاط..
نضحك ونغني في قمة السعادة، حتى وصلنا الى منطقتنا.. ومديريتنا..
رحلة في قمة الروعة، ومحفورة في ذاكرة الزمن.. لن تنسى من ذاكرتي وقاموس حياتي ماحييت..
رحم الله من غيبهم الموت عنا، وكانوا معنا في تلك الرحلة الرائعة..
وحفظ الله ممن هم على قيد الحياة، من الزملاء والطلاب الكرام..
ودمتم في خير.. وتحياتي للجميع..
بقلم أبومعاذ/أحمد سالم شيخ العلهي.
فرعان/مودية.
تعليقات