مقال : محمد الصباري – إصابة طارق صالح.. رسالة أمل في قائد لا ينكسر..
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : محمد الصباري – إصابة طارق صالح.. رسالة أمل في قائد لا ينكسر..
في الميدان، على مقربة من خطوط التماس مع أدوات إيران الحوثية، تعرض طارق صالح لحادث مروري أثناء عودته إلى المخا، بعد تدشينه لمركز طبي خدمي في الخوخة يهدف إلى تحسين الظروف الصحية للمواطنين، وعقده اجتماعاً عسكرياً ومدنياً لتحشيد الجهود لاستكمال تحرير الحديدة وبقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
لطارق صالح رصيد من النضال والقيادة العسكرية التي تعكس شجاعته وعزيمته، ولا أبالغ إذا قلت إنه أحد القادة القلائل الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الخبرة الميدانية في ساحة المعركة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى لاستعادة الدولة وبناء يمن كبير فهو لا يقاتل فقط من أجل استعادة الأراضي، بل يسعى إلى خلق واقع جديد يبدأ بإنهاء الهيمنة الحوثية ودفن خرافة الولاية.. لضمان مستقبل أفضل وحياة كريمة لليمنيين..!
على الرغم من انتمائه للأسرة التي حكمت اليمن لعقود، إلا أن طارق صالح أثبت بجدارة أنه رجل صاحب مشروع وطني جامع، يرفض الاستقطاب الضيق الذي يركز على الخلفيات المناطقية والطائفية والجهوية وقد تجسد هذا في تشكيلات ألوية حراس الجمهورية – مثالاً – وكذا في بنية المكتب السياسي للمقاومة الوطنية – مثالاً آخر، وفي مواقف وقضايا كثيرة لا يتسع المقام لسرد وشرح تفاصيلها.
القيادة التي يتمتع بها طارق صالح تجمع بين الكاريزما العسكرية والخبرة السياسية، ما يجعله يحظى بقبول واسع بين اليمنيين، لقد أثبتت قدراته القيادية أنها لا تقتصر على ساحة المعركة فحسب، بل تمتد إلى المجال السياسي ببناء شبكة من التحالفات المدنية والعسكرية التي تخدم هدف واحد:
تحرير اليمن من براثن الحوثيين، الذين يمثلون النسخة الحديثة للمشروع الإمامي المدعوم من إيران.
أنا لا أكيل المديح ولا أتزلف، فهو في غنى عني وعن كتاباتي، لكنني على يقين بأن طارق صالح يُعتبر رمزاً لليمني “القح” المؤمن الصادق، وللثبات والشجاعة في مواجهة المليشيات الإمامية.. فهو لا يقف فقط في الصف الأمامي للمواجهة العسكرية، بل يسعى أيضاً إلى بناء مؤسسات مدنية خدمية تُعنى بمصالح المواطنين وتحسين أوضاعهم في ظل الحرب، كما يظهر ذلك من خلال جهوده في النهوض بالبنية التحتية، من طرقات وبناء المستشفيات والمراكز الصحية، وتقديم الأنشطة الإغاثية في الساحل الغربي، بل تمتد جهوده إلى أبعد من ذلك.
في إصابته، عجل الله بإتمام شفاءه، وبما حظي به من التفاف طمأنينة واهتمام (يمني وعروبي) أراه استفتاءً وإجماعاً على الثقة في قائد ومقاتل صلب… ليبقى طارق صالح رمزاً في قلوب اليمنيين والعرب ومعه كل الأحرار والشرفاء من جميع الأطراف والقوى اليمنية وبدعم الأشقاء العرب في معركة التحرير وإعادة اليمن إلى عروبته، حيث يبقى الشعب هو سيد نفسه ولا يعلى على إرادته أحد.
تعليقات