مقال : هدى العطاس – إلى عيدروس الزبيدي و ابو زرعة المحرمي.
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : هدى العطاس – إلى عيدروس الزبيدي و ابو زرعة المحرمي.
نعترف بأن كثير من محطات التاريخ وسياق الاحداث اظهرت الجنوبيين قيادة بالدرجة الأولى وشعب بدرجة ما، بانهم يسهل استخدامهم واستغفالهم!
إنما لعلمكما وعلم كل القيادات الجنوبية دون استثناء: مازال فينا نسغ من نباهة وفهم…
ولا يفوت نسغ نباهتنا ذاك أن أي تحرك أو سلوك مصور لقائد سياسي لا مناص يحمل في طيه رسالة سياسية علنية.
ومنها الصورة “الرسالة” الأخيرة لكما مع القائد العسكري عضو مجلس الرئاسة اليمني طارق صالح اثناء زيارتكم له في أحدى مستشفيات ابو ظبي عاصمتكم الحالية!
وعديد صور “رسائل” علنية أخرى لاحصر لها لطالما ارسلتموها. وامعنتم فيها باللامبالة بالشعب الجنوبي والاستهزأ بجراحه وتضحياته.
سلفا نعلم أن ابواق اعلامكم ستقفز مبررة إنها مجرد زيارة إنسانية للمجاملة!
لو افترضنا أن زيارتكم هي مجرد زيارة مجاملة في إطار انساني لشخص ألم به حادث. لسنا ضد المجاملة والسلوك الانساني.
غير انه من المعلوم وليس الافتراض أن من زرتموه قائد عسكري سياسي اصبحتم محكومين أو مقيدين أو تضمكم معه جهات ودوائر علاقات ومصالح. لكنها لن تسقط عنه تقاطع مع تاريخ طويل مؤلم لذاكرة الشعب الجنوبي.
وإذ حسب افتراض المجاملات الانسانية للزيارة لا خلاف جاملوه -سكته- بينكم لماذا التصوير والاستعراض!!
ما نفعكم باستفزاز الشعب الجنوبي والتأكيد اللامبالي بإنكم على بعد الاف الأميال. ليس بعد في المكان فقط بل وبعد عن معاناته وضربكم مشاعره عرض الحائط!!
لا أظنكم تجهلون أنكم في اللحظة التي كنتم تزورون طارق في المستشفى الفخم ذي 7 نجوم وأكثر.
في نفس اللحظة هناك مئات المرضى والجرحى الجنوبيين يئنون في منازلهم ملقيين على فرش رثة في ظلام دامس. ( تعيش مدينة عدن انقطاعات دائمة وطويلة للكهرباء منذ الحرب عليها في 2015)
هولاء المنسيون في ظلام دامس، في الرثاثة والجوع والمرض. المقيمون في جراحهم في ما بتر من اجسادهم ومستقبلهم.
هولاء هم شاهد حي ونتيجة متسلسة لجريمة حرب شارك في قيادتها زميلكم الحالي” الطارق” حين طرق شوارع عدن ومدن الجنوب بدباباته ومجنزراته كأحد قادة جيش عمه صالح والحوثيين. وصوب قذائف النيران والقناصة على أهلها ومنازلها وخلفهم مضرجين في دمائهم وجراحهم ومعاناتهم وفي الظلام الدامس إلى اللحظة. لحظة زيارتكم له وتطييب خاطر اصابته الطفيفة في حادث مروري!
تعليقات