مقال : عصام مريسي – رحلة في سوق الخضار
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : عصام مريسي – رحلة في سوق الخضار
بعد أن أخفق أولاده في إمتحان مادة العلوم بتحديد أصناف الطعام المحتوية على الفيتامينات والنشويات والمعادن التي يحتاجها الجسم وبعد أن نسي الأولاد أنواع الخضار لعدم تواجدها في مطبخهم وثلاجة المنزل فلم يستطيعوا التفريق بين الخضار والفاكهة قرر والدهم الذهاب بهم في رحلة إلى سوق الخضار المركزي الواقع في مدينة المنصورة لتعريفهم بأنواع الخضار والفواكه وفي الطريق تلقى الوالد كثير من الأسئلة التي أظهر الوالد الرغبة في الإجابة عليها وكان أصغر أبنائه كثير الإلحاح في إلقاء الأسئلة عن مكان السوق وهو يجيب أنه بالقرب من سجن المنصورة فيتلقى سؤال هل الخضار مسجونة لهذا هي غير متوفر في ثلاجة ومطبخ المنزل.
وما أن وصل الوالد مع صغاره إلى سوق الخضار والفاكهة حتى انبهر الأولاد بالمناظر الخلابة للخضار وهي مرصوصة في السلال وأصناف الفاكهة التي لم يروها ولم يتذوقوا طعمها منذ فترة طويلة وهي بألوان مبهرة وجذابة ألوان
خضراء وصفراء وحمراء وبيضاء ومزيج من الألوان التي سحرت أعين الصغار وهم يسألون عن مسميات الأشياء التي يرونها ولا يعرفونها.
يقف الوالد مع أولاده أمام صناديق يشوبها اللون الأحمر وهم يتساءلون عن الصنف الموضوع في السلال فتنطلق إجابة أحد الباعة هذه طماطا سعر السلة بخمسة وستون ألف وهذه سلال البندورة سعر السلة بخمسة وعشرون ألف
يصرخ أحد الأولاد متسائل اليس ما في السلال نفس الصنف يجيب أحد المحرجين في السوق هذه طماطم بلدي وهذه البندورة عبرت البحر وقطعت المسافات واجتازت حدود حتى وصلت إلينا.
يشير أحد الصغار نحو فاكهة مرصوصة في بعض السلال بألوان زاهية يتساءل ماهي فيعجز الأب عن الإجابة لأنه لا يعرفها ولم يتذوق طعمها.
فيقرر الأب التقاط صور لأصناف الخضار والفواكه مع تدوين مسمياتها ووضعها في براويز يعلقها على جدران المنزل ليذكر أولاده بالخضار والفواكه التي انقطعت علاقتهم بها بعد أن أصبحت أسعارها فوق قدرة كثير من الأسر في عدن والمحافظات الجنوبية على شراء أصناف منها حتى أصبحت موائد كثير من البيوت العدنية والجنوبية تقتات صنونة الهواء التي تفتقر للبروتينات والفيتامينات إنما أصبحت مجرد لون الصلصة الحمراء.
فهل تستمر موجة الغلاء حتى يتناسى المواطن أبسط أساسيات الحياة اللقمة التي تمد جسده بالطاقة وهل يلتفت الساسة للحالة البائسة التي وصل إليها المواطن حتى حرم من أبسط مقومات الحياة في بلده المحرر من ما يقرب من سبعة وخمسون عام.
عصام مريسي
تعليقات