خبراء يكشفون الأهمية الاقتصادية من مشاركة الرئيس السيسي بقمة البريكس (تقرير)

خبراء يكشفون الأهمية الاقتصادية من مشاركة الرئيس السيسي بقمة البريكس (تقرير)

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في قمة البريكس التي عقدت في روسيا، وتمثل هذه المشاركة خطوة مهمة في استراتيجية مصر لتعزيز مكانتها الاقتصادية على الصعيد العالمي، والاستفادة من التحالفات الاقتصادية الكبيرة.

مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس

وفي هذا الصدد، علق ياسين أحمد، الخبير الاقتصادي، أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس، تمثل فرصة استراتيجية لمصر لتعزيزعلاقاتها مع اقتصادات كبرى، وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، من خلال التعاون مع هذه الدول، يمكن لمصر تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتوفير فرص عمل، وتحسين مستوى معيشة مواطنيها، موضحا أن القمة قد تكون منصة لتوسيع التعاون الاقتصادي وتحقيق مكاسب طويلة الأجل لمصر في مجالات الاستثمار والتجارة والتنمية.

تعزيز فرص التعاون مع اقتصادات البريكس

وأضاف أحمد في تصريحات خاصة لـ ‘أهل مصر’، أن مشاركة مصر ستعزز فرص التعاون مع اقتصادات البريكس، حيث تتألف مجموعة البريكس من خمس دول رئيسية البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، وهي اقتصادات ناشئة تمثل قوة اقتصادية متنامية على مستوى العالم، وهذه الدول تمتلك حوالي 40% من سكان العالم و23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعلها شريكًا اقتصاديًا مهمًا لمصر.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مشاركة مصر في قمة البريكس تفتح أبوابًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع هذه الدول، خصوصًا في مجالات مثل الطاقة، البنية التحتية، الزراعة، والتكنولوجيا، وهذه الشراكات يمكن أن تسهم في تنويع الاقتصاد المصري، وتعزيز الصادرات، وجذب استثمارات جديدة.

جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة

وأكد أحمد، أن أحد الأهداف الرئيسية لمشاركة مصر في قمة البريكس هو جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، من خلال التعاون مع دول البريكس، يمكن لمصر الاستفادة من صناديق الاستثمار الكبرى التي تمتلكها هذه الدول لدعم المشاريع الاستراتيجية في مصر، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية، وهو ما يعزز التنمية الاقتصادية المحلية ويوفر فرص عمل جديدة.

تعزيز دور مصر في التجارة العالمية

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن قمة البريكس تعزيز دور مصر في التجارة العالمية، حيث تتيح لمصر فرصة توسيع نطاق تجارتها الخارجية، خاصة مع الصين والهند، اللتين تعدان من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، تعزيز الروابط التجارية مع هذه الدول يعني زيادة حجم الصادرات المصرية من المنتجات الزراعية والصناعية، مما يساهم في دعم ميزان المدفوعات وزيادة الإيرادات من العملات الأجنبية.

وأوضح، أن تمثل دول البريكس قوة دافعة في مجال التنمية المستدامة، ومشاركة مصر في القمة يمكن أن تسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة في مجالات الطاقة النظيفة والابتكار الصناعي، حيث إن هذه الشراكات يمكن أن تدعم رؤية مصر 2030 الهادفة إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتحسين البنية التحتية.

إصلاح النظام المالي العالمي

وأشارت أحمد، إلى أن إحدى القضايا المطروحة في قمة البريكس هي إصلاح النظام المالي العالمي، وخلق بدائل للنظام المالي التقليدي الذي تسيطر عليه الدول الغربية، وتأتي أهمية مشاركة مصر لتكون جزءًا من الحوارات حول إنشاء نظام مالي جديد، مثل استخدام العملات المحلية في التجارة بدلاً من الدولار، مما قد يساعد مصر في تخفيف الضغوط المالية العالمية ويعزز استقرار الاقتصاد.

ومن جانبه، أكد المهندس أحمد الزيات عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن زيارة الرئيس السيسي لروسيا والمشاركة في قمة تجمع البريكس تلعب دورا بارزاً في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والتعاون الاقتصادي بين مصر والدول الكبرى من المؤسسين والأعضاء بالإضافة إلى أهميتها السياسية في تهدئة الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة العربية وإفريقيا.

نشاط السيسي في قمة البريكس

وأضاف ‘الزيات’، كذلك مشاركة مصر في القمة الأولى للبريكس بعد انضمامها رسمياً مطلع العام الجاري يساند صوت ومصالح الدول النامية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، في ضوء تنامي التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية بجانب قضايا تغير المناخ، وسبل دعم التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول التجمع.

الرئيس السيسيالرئيس السيسي

تمويل مشروعات البنية التحتية

وأشار إلى أنه يمكن لمصر تحقيق استفادة كبيرة من عضويتها في بنك التنمية الجديد في تمويل مشروعات البنية التحتية والمشروعات الخضراء وأيضا المتعلقة بالمناخ والبيئة حيث سيقدم البنك تمويلات تقدر بـ30 مليار دولار لدعم الدول الأعضاء خلال الفترة من عام 2022 إلى عام 2026.

مكاسب مصر من البريكس

وأوضح ‘الزيات’ أن هناك العديد من المكاسب الاقتصادية لمصر من دول البريكس من بينها، تبادل الخبرات والتكنولوجيا في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة وغيرها وتشجيع التعاون التجاري بين الدول الأعضاء وزيادة الاستثمارات المباشرة المتبادلة.

وأكد أن تحقيق أكبر استفادة اقتصادية لمصر من تجمع البريكس مرهون بتشجيع الحكومة للقطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير، وإبرام اتفاقيات بين البنوك المركزية لتبادل العملات مع الدول الأعضاء لتسهيل عمليات التجارة البينية، مشيراً إلى أهمية تمثيل القطاع الخاص المصري في أي اتفاقيات مستهدفة لضمان تحقيق أقصى استفادة اقتصادية منها.

التكتلات الاقتصادية العالمية

ولفت أن أهداف منظمة البريكس تؤهلها لتحقيق توازن مع التكتلات الاقتصادية العالمية وبديلا للمؤسسات المالية الدولية مثل مجموعة السبع والبنك الدولي حيث تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وتوحيد الجهود لتشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات، وتعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي ومعالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي.

وأضاف عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن منظمة البريكس تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في العلوم والتعليم والمشاركة في البحوث الأساسية، والتطور التكنولوجي المتقدم، والتنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة نيفين عبد الخالق عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين، أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس المنعقدة في روسيا تعطي مصر دفعة قوية في تمويل مشروعاتها من البنية التحتية والعمل المناخي إلي جانب التجارة والاستثمار من خلال تقوية علاقاتها الدولية على مستوى الدول الكبرى المؤسسين والدول الإفريقية والاعضاء الجديد بالدول العربية.

الاستفادة من حجم التمويلات المخصصة لبنك التنمية الجديد

وأوضحت نيفين عبد الخالق، أن مصر يمكنها الاستفادة من حجم التمويلات المخصصة لبنك التنمية الجديد لتمويل المشاريع الخضراء ومكافحة التغيرات المناخية والتي تبلغ 30 مليار دولار حتى عام 2026.

وأشارت أن مصر تستفيد أيضا من تجمع البريكس بلس على مستوى التجارة البينية وجذب الاستثمارات حيث يمثل تجمع اقتصادي وتنموي كبير يبلغ حجم اقتصاديات 29 تريليون دولار، بما يمثل حوالي 29% من حجم الاقتصاد العالمي، كما أن الدول الخمس الجديدة أضافت 3.24 تريليونات دولار لاقتصاديات المجموعة بحسب بيانات البنك الدولي.

تمويل مشروعات المناخ

وأكدت أن حجم المشروعات التنموية التي نفذتها مصر خلال السنوات الماضية تؤهلها لتصبح أكثر الدول الأعضاء في البريكس جذبا للاستثمار وفي نمو أرقام التجارة والصادرات، بالإضافة إلى أنها تتصدر إفريقيا في ملف العمل المناخي والدفاع عن حقوق الدول النامية في تمويل مشروعات المناخ والبيئة لمواجهة التحديات المناخية.

تعزيز الأمن الغذائي العالمي

وأضافت، كما تلعب مصر دورا بارزاً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي خاصة في ظل التحديات الأمنية والمناخية التي تؤثر بشكل كبير على قدرة الدول الكبرى في تأمين الغذاء ما يعزز موقفها من جذب الاستثمارات في القطاع الغذائي والزراعي وتبادل الخبرات والتكنولوجيا مع الدول الأعضاء خاصة في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة.