“أم و4 أطفال”.. قصة عائلة عراقية “منكوبة” رممت حياتها تدريجياً

“أم و4 أطفال”.. قصة عائلة عراقية “منكوبة” رممت حياتها تدريجياً

2025-01-22T17:08:12+00:00

شفق
نيوز/ سلطت المفوضية الأوروبية، الضوء على تجربة عائلة عراقية تضررت حياتها خلال
الحرب على الارهاب، وساهم برنامج ممول أوروبياً في مساعدتها، وعشرات الآلاف من الأشخاص
الآخرين، على ترميم أوضاعهم المعيشية بما في ذلك خصوصا من خلال المساعدة القانونية
للحصول على الوثائق المدنية التي تساعدهم على استعادة حقوقهم والحصول على الرعاية
الطبية والتعليمية والاجتماعية.

وذكر
تقرير نشرته المفوضية على موقعها الالكتروني، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن “السيدة
العراقية انتصار (40 سنة)، لم يكن امامها وامام اطفالها الأربعة، أي خيار سوى ان
يهربوا بعدما دمرت غارة جوية منزلهم بشكل كامل في الانبار، بينما فقد زوجها خلال
الهجمات التي شنها تنظيم داعش على المدينة، حيث يعتقد انه مات”.

وأضاف
التقرير الأوروبي، أن “هذه الاحداث تركتها في حالة ذهول وعدم يقين ازاء عما
يجب ان تفعله لاحقا، مضيفا انها راحت تتذكر الافكار التي دارت في رأسها، بما فيها
:”كيف سافعل ذلك؟ كيف اعيش الان؟ كيف سادعم نفسي ماليا؟ كيف اساعد اطفالي؟
كيف يمكنني الحصول على الطعام والماء لهم؟”.

واشار
التقرير، إلى أن “انتصار هربت مع أطفالها الى بغداد، حيث كان لديها اقارب الا
انها شعرت بالتعب النفسي بسبب كل التحديات التي واجهوها كعائلة نازحة، فعادت بعد
فترة قصيرة الى الانبار وانتقلت مع اطفالها الى منزل نصف مدمر أمنه لهم احد
اقاربهم”.

وأوضح أن
“مأواهم الجديد كان خطرا للعيش فيه حيث كان يحتوي على غرف مليئة بالانقاض
والحطام، مثل القطع المعدنية المكسورة والصدئة، وواجه افراد العائلة الحشرات
والعقارب والثعابين، بينما اصيبت ابنة انتصار بحساسية حادة تجاه الغبار والاوساخ
المحيطة بالغرف”.

والى
جانب ذلك، ذكر التقرير أن (انتصار) كانت تفتقر الى الوثائق القانونية الاساسية،
بما في ذلك شهادة زواجها وشهادات ميلاد اطفالها، مما جعل من المستحيل عليها ان
تعيد تسجيلهم في المدرسة، لافتاً إلى أن أسرة انتصار هي من بين مئات الالاف من
العراقيين المحرومون من الوضع القانوني ويواجهون تحديات في الحصول على الخدمات
الاساسية.

ونبه إلى
أن (انتصار) علمت بنشاط منظمة “لجنة الانقاذ الدولية” التي تتخذ من
نيويورك مقرا لها، وتوفر المساعدات الانسانية للعائلات، وتمت احالتها الى احد
محامي اللجنة الذي ساعدها قانونيا من اجل الحصول على الوثائق المدنية لعائلتها،
الى جانب تلقيها مساعدة نقدية مكنتها وعائلتها من البدء في اعادة بناء حياتهم.

وبين
التقرير، أن لجنة الانقاذ الدولية، من خلال برنامجها “اتحاد حماية العراق الذي يموله الاتحاد الاوروبي، فانها تساعد عشرات
الالاف من النازحين داخليا والعائدين، بما في ذلك انتصار وعائلتها، للحصول على
الدعم القانوني والوثائق المدنية المهمة التي من شأنها مساعدتها في استرجاع حقوقهم
والحصول على الوظائف والرعاية الصحية والاجتماعية والتعليم، وبالتالي استعادة
السيطرة على مستقبلهم.

وتابع
التقرير ان لجنة الانقاذ، وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، تساعد انتصار وأسرتها في
الحصول ايضا على الوثائق القانونية التي تؤكد حقوقهم في النسب والحضانة.

اما
المساعدة المالية، فقد استخدمتها انتصار من اجل شراء فرن لمنزلها بهدف استغلاله في
اطار مشروع تجاري صغير يدر الدخل لها ولابنتها الكبرى، وحققوا بالفعل نجاحات في
صنع المعجنات لمجتمعهم، وفق التقرير الأوروبي.

ونقل
التقرير، عن انتصار قولها: بدأت العمل وصنع المعجنات، وصار الناس يأتون الي ويطلبون مني الكعك او
الكليجا مرتين في الاسبوع تقريبا، واصبح ذلك تدريجيا مصدر رزقي مع استمرار مجيء
المزيد والمزيد من الناس”.

وخلص
التقرير الأوروبي، إلى أن “بفضل الدخل الذي حققته من مشروعها الصغير، بدات
انتصار في اصلاح منزلها  تدريجيا، وتشعر
بالتفاؤل وتتطلع الى اصلاح منزلها بالكامل وتوفير مساحة لكي يلعب اطفالها فيها.

وختم
التقرير بالإشارة إلى انتصار قولها: “كان كل شيء سيئ.. الحشرات والاوساخ
والغبار.. كل شيء يتعلق به كان سيئا، فهو لم يكن منزلا، وانما مثل القبر، لكنني
بدات في تحسين الامر تدريجيا”.