الإمارات وإحياء صفقة مقاتلات الجيل الخامس.. دور ترامب في المشهد السياسي

الإمارات وإحياء صفقة مقاتلات الجيل الخامس.. دور ترامب في المشهد السياسي

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مستمر لتعزيز قدراتها العسكرية بما يتماشى مع التحديات الإقليمية والدولية، ومن أبرز الملفات الاستراتيجية التي لفتت الأنظار خلال السنوات الأخيرة، صفقة مقاتلات الجيل الخامس (F-35) الأمريكية، ومع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، تصاعدت التكهنات بشأن إمكانية إعادة إحياء هذه الصفقة التي توقفت لأسباب سياسية وأمنية.

في عام 2020، توصلت الإمارات إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لشراء طائرات F-35، وهي من أكثر الطائرات الحربية تقدمًا في العالم.

وتزامنت هذه الصفقة مع توقيع الإمارات “اتفاقيات إبراهيم” للسلام مع إسرائيل، مما اعتبرته واشنطن خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

تفاصيل الصفقة

– 50 مقاتلة شبحية من طراز F-35.

– 18 طائرة بدون طيار متطورة من نوع MQ-9B.

– ذخائر وتجهيزات متقدمة.

بلغت قيمة الصفقة الإجمالية 23.3 مليار دولار، مما جعلها واحدة من أكبر الصفقات العسكرية في المنطقة، كانت هذه الصفقة غير مسبوقة، حيث أن الولايات المتحدة امتنعت عن تزويد دول الشرق الأوسط بهذه الطائرات المتقدمة، حتى تركيا، التي تُعد شريكًا في مشروع F-35.

تفاصيل العقد من وزارة الخارجية الأمريكية

العقبات السياسية

بعد وصول إدارة جو بايدن إلى السلطة، توقفت الصفقة بسبب تحفظات تتعلق بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى التزام الولايات المتحدة بضمان تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة.

دور ترامب في إعادة إحياء الصفقة

كان دونالد ترامب داعمًا قويًا لتعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والإمارات، خاصة من خلال صفقة F-35، ومع عودته إلى البيت الأبيض، تزايدت الآمال بأن تسعى الإمارات لاستئناف المفاوضات حول الصفقة.

ترامب معروف بسياساته الداعمة لحلفاء الشرق الأوسط، خصوصًا في مواجهة النفوذ الإيراني، مما قد يسهم في إعادة الزخم لهذه الصفقة.

الأهمية الاستراتيجية للصفقة

1. التفوق العسكري: تمنح طائرات F-35 الإمارات تفوقًا عسكريًا بفضل تكنولوجيا التخفي والقدرات المتقدمة.

2. تعزيز الشراكة الاستراتيجية: تعكس الصفقة عمق العلاقات بين أبوظبي وواشنطن.

3. الاستقرار الإقليمي: تدعم المقاتلات المتقدمة توازن القوى في منطقة تعاني من صراعات متزايدة.

القوة الجوية الإماراتية

تُعتبر الإمارات من الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير قواتها الجوية، مما جعل سلاحها الجوي رقمًا صعبًا في المنطقة. ومن أبرز تجهيزاته:

– مقاتلات F-16 Block-60 (نسر الصحراء): نسخة مطورة خصيصًا للإمارات.

– مقاتلات Mirage-2000-9: أحدث نسخة لا توجد إلا لدى الإمارات.

– صفقة مقاتلات رافال: تشمل النسخة الخاصة من معيار F4، لتعويض مقاتلات ميراج الأقدم.

– طائرات المراقبة والإنذار: مثل طائرات “العين العالمية” السويدية.

– طائرات التزود بالوقود : لدعم مدى العمليات الجوية.

– ترسانة من القنابل والصواريخ الذكية: محلية ومستوردة لدعم العمليات الجوية.

مقاتلات رافال وF-35 جنباً إلى جنب

التحديات المتوقعة

رغم الآمال، تواجه الإمارات تحديات عديدة:

– الضغوط السياسية في واشنطن: قد تعرقل الكونغرس الصفقة بسبب قضايا حقوق الإنسان.

– ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي: يتطلب تقديم ضمانات إضافية لإسرائيل للحفاظ على تفوقها العسكري.

اقرأ أيضاً: الامارات تمنح المغرب نصف اسطولها من مقاتلات ميراج الفرنسية الحديثة

إعادة إحياء صفقة مقاتلات الجيل الخامس بين الإمارات والولايات المتحدة تعكس أهمية التغيرات السياسية الإقليمية والدولية.

ومع عودة ترامب تتزايد فرص تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، لكن نجاح ذلك يعتمد على قدرة الإمارات على تجاوز التحديات السياسية وضمان توافق المصالح المشتركة مع واشنطن.