أعلنت الإدارة الجديدة في سوريا عن تأجيل المؤتمر الوطني الذي كان معلقًا عليه آمال واسعة لجمع شتات السوريين وبناء رؤية مشتركة لمستقبل البلاد.
وكشف وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي في عمان، عن الحاجة لتشكيل لجنة تحضيرية أكثر شمولية، قادرة على تمثيل كافة أطياف الشعب السوري، لإرساء حوار وطني حقيقي يفضي إلى “هوية سياسية” جديدة لسوريا ما بعد نظام الأسد.
تمثيل أوسع وإدراك للتنوع في سوريا
وبحسب الشيباني فإن التأجيل ليس مجرد قرار إجرائي، بل يحمل في طياته رؤية واضحة، حيث أن الهدف هو ضمان أن يعبر المؤتمر عن “إرادة الشعب السوري” بكل أطيافه وتنوعه.
وأشار وزير الخارجية إلي هذا التوجه يعكس إدراكا لأهمية تجاوز الانقسامات التي عصفت بالبلاد على مدى سنوات الصراع، والنظر إلى التنوع السوري كمصدر قوة لا كبؤرة للصراع.
وأضاف : “لن ننظر إلى سوريا إلا سوريا موحدة بكافة أبنائها وأطيافها وتنوعها”، مؤكدا أن النجاح يكمن في هذا المسلك.
استمرار المشاورات
وسط هذا الجدل، تحدثت تقارير عن تحديد شهر فبراير كموعد مرجح لانعقاد المؤتمر، وفقا لتصريحات مؤيد قبلاوي، عضو لجنة تنسيق مؤتمر الحوار الوطني السوري.
التكنولوجيا لخدمة الإرهاب.. كيف تورط الذكاء الاصطناعي في هجمات أمريكا؟
وربط قبلاوي في تصريحات صحفية التأخير باستمرار المشاورات مع مختلف مكونات الشعب السوري، مشددا على أولوية الحوار “السوري-السوري”، بعيدا عن أي تدخلات خارجية.
سر تأجيل مؤتمر الحوار في سوريا
وكشف قبلاوي عن الأسباب الكامنة وراء هذا التأجيل، مشيرا إلى أن التقييمات الأولية أكدت على ضرورة تمثيل أعمق لكافة شرائح المجتمع السوري، بالإضافة إلى أهمية التفاعل الدولي، وخاصة العربي، للوصول إلى “استقرار سياسي مقبول من معظم الأطياف في سوريا”.
سوريا أرض المعركة.. تحذيرات من مواجهة عسكرية محتملة بين تركيا وإسرائيل
كما أشار إلى وجود تحديات تتعلق بتمثيل المعارضة السورية في الخارج، التي يقدر عددها بأكثر من 20 ألف شخص، ما يستدعي أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار.
هيكلة المرحلة الانتقالية
لم يقتصر الحديث على تأجيل المؤتمر، بل تعداه إلى الكشف عن ملامح المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضًا: بعد الإفراج عن الصحفية الإيطالية.. متى تنتهي معركة الرهائن المتبادلة بين إيران والغرب؟
وأعلن قبلاوي عن تشكيل “لجنة دستورية” ستعمل على وضع “إعلان دستوري مؤقت” لسد الفراغ الدستوري الحالي.
واعتبر أن هذا الإعلان سيشكل قاعدة قانونية للمرحلة المقبلة، ويضمن شرعية القرارات المتخذة، تمهيدا لانتقال اقتصادي وسياسي مستقر.
أكد قبلاوي على مبدأ “الحوار السوري-السوري”، مستبعدا أي تدخل خارجي في العملية السياسية، مع إمكانية حضور أطراف مراقبة دون أي وصاية أو شروط مسبقة.