مقال : ناصر الجريري – نظافة المدن وعواصمها دليل قاطع على ثقافة ووعي تلك الشعوب
شكرا لمتابعتكم خبر عن مقال : ناصر الجريري – نظافة المدن وعواصمها دليل قاطع على ثقافة ووعي تلك الشعوب
لاشك ان النظافة سلوك حضاري تقدسه شعوب العالم المتحضر والمتقدم إبتدائا من الصغير الى الكبير ومن الرئيس الى المرؤوس تجد ان النظافة شعار تلك الشعوب يوم تجد المدن وطرقاتها وشوارعها والازقة والحدائق فيها بل حتى الشواطئ نجد للنظافة مكان هناك واثر يشاهده ويلامسه الزائر لتلك البلدان وتلك الحضارات المتقدمة شوارع نظيفة طرقات معبدة شواطئ ومناظر تبهر ويذهل منها الزائرين فلا تجد عود كبريت او بقايا من حبة سيجارة او حتى قرطاس مرمي او ملقى في شارع او بجانب محل لان ذلك يعتبر في نظرهم من العيب ومن التخلف فكل شيئ له مكان مخصص ومعد لمثل هذه المخلفات.
وهذا العمل يدل ويعكس مدى وعي وثقافة هذه الشعوب وحبهم للنظافة التي هي في الاصل جاء بها ديننا الإسلامي وحث جميع المجتمعات الإسلامية على التقيد والتمسك بتعاليمه السمحه التي تنعكس على المسلم القويم والسوي فمتى ما تمسك بها نجد اثرها ظاهر على النفس اولا وملموس ومشاهد لدى العيان في المدن وفي الشوارع والطرقات وعلى السواحل.
لكن للاسف الشديد فغياب الفكر والوعي الثقافي والقيم الاخلاقية باهمية النظافة في مجتمعنا انعكس ذلك سلبا على مدننا وطرقاتنا وشوارعنا حتى الشواطئ والسواحل لم تسلم من ذلكم الأنعكاس السلبي والتلوث البيئي فقط طالت المخلفات والقاذورات كل شيئ فلا تجد حارة من الحارات ولاشارع من الشوارع اوالأزقة الا وكانت الاوساخ والمخلفات المتراكمة وطفح المجاري عنوانها البارز وعلى مستوى الشواطئ حدث ولاحرج.
إذا الا يعكس هذا الوضع المزري علينا كمجتمع مسلم صورته امام الظيوف المارين او الزائرين للمحافظة؟
بالله عليكم لما ياتي زائر او مسافر مارا ويرى تلك القمامات ( الكداديف) وطفح المجاري ماذا سيقول الجواب والرد واضح سيقول يا امة ضحكت من جهلها الأمم والمقصود هنا جهل هذه الامة وإنعدام حسها بالنظافة هذا غير جهلها في امور شتى كثيرة لايعلمها هو ولوا علمها لشاب راسه.
لماذا لايتعاون الجميع كمجتمع مثقف وواعي في المساعدة والمساهمة في المحافظة على النظافة العامة ابتداء من النظافة في داخل البيت وخارجه ومرورا بنظافة الاحياء والشوارع القريبة من منازلنا واصحاب المحلات والدكاكين يقومون بالنظافة امام محلاتهم ودكاكينهم وكذلك بقية المطاعم والبوفيهات في الأسواق فالكل مشارك والكل مسؤول فليست النظافة مقتصرة على عمال النظافة فحسب او بعض الاشخاص او الافراد في المجتمع دون الاخرين بل هي مسؤولية الجميع سلطات محلية وقيادات وشخصيات مجتمعية وعقال حارات ووسائل إعلام ومعلمين وخطباء منابر ومواطنين كلا من عنده بما يستطيع في التوعية باهمية النظافة والحث على التعاون في هذا الجانب من باب قوله تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان) …الاية.
وقول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ( إماطة الاذى عن الطريق صدقة) فما بالك بإزالة مخلفات واوساخ متراكمة من على الطرقات والشوارع العامة والأسواق وكذلكم الحارات فكم من الصدقات والحسنات والأجور التي ستتحصل عليها هذا غير انك ستعيد للشوارع والأماكن العامة رونقها الجمالي الذي يشرح الصدر كل هذا متى ما إستشعر الجميع بالمسؤولية تجاه دينه وبلده ومحافظته بشكل خاص ولنسعى ونعمل جاهدين على ان تكون عاصمة المحافظة نظيفة خالية من القمامات والمخلفات وتعكس صورة إيجابية لبقية محافظات الجنوب الاخرى كما عهدناها سابقا.
والله من وراء القصد
تعليقات