أثار الإعلان عن إجراء تعديلات جذرية على المناهج الدراسية في سوريا، جدلاً واسعاً وانقساماً حاداً في الآراء بين الأوساط التربوية والثقافية والعامة.
ومنذ الإعلان عنها انتقد البعض التعديلات بشدة، معتبرين إياها مساساً بالهوية الوطنية والتاريخ السوري، وتشويها للحقائق، وتغييبا لشخصيات تاريخية بارزة.
كما عبر البعض عن قلقه من أن تكون التعديلات ذات دوافع سياسية أو أيديولوجية، وظهرت على وسائل التواصل في سوريا دعوات لتنظيم احتجاجات ضد هذه التعديلات.
زنوبيا تشعل أزمة في سوريا
من أبرز الانتقادات التي تواجهها التعديلات حذف مواضيع أو شخصيات تاريخية من المناهج، ما اعتبره البعض تجاهلاً لتاريخ سوريا وتراثها.
ثورة سوريا تصل التعليم.. ماذا فعلت الإدارة الجديدة في مناهج الأسد؟
وأثار حذف اسم زنوبيا، ملكة تدمر، من منهاج “التربية الإسلامية” في سوريا جدلًا واسعًا بين الأوساط الثقافية والتعليمية والشعبية، حيث إنه يُنظر إلى زنوبيا كرمز وطني يعكس تاريخ سوريا العريق ودور المرأة في القيادة والمقاومة، خاصة أنها نجحت في تأسيس إمبراطورية قوية تحدّت النفوذ الروماني.
ويعتبر الكثيرون أن تجاهل هذه الشخصية التاريخية في المناهج يهمّش جزءا هاما من الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد.
أبرز الانتقادات الموجهة لتعديلات المناهج في سوريا
كما انتقد البعض تغيير بعض المصطلحات التاريخية، مثل استبدال مصطلح “الاحتلال العثماني” بمصطلح “الحكم العثماني”، ما اعتبروه تزييفاً للحقائق التاريخية.
ومن بين التعديلات الخطيرة والتي لاقت استنكارا واسعا، اعتبار المسيحيين واليهود هو “المغضوب عليهم والضالين” في تفسير سورة الفاتحة في كتاب التربية الدينية.
حادث تسمم كاد يقتله.. هل تعرض بشار الأسد لمحاولة اغتيال في موسكو؟
و أثار قرار حذف مادة التربية الوطنية جدلاً واسعاً، حيث اعتبره البعض تفريطاً في تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب.
و انتقد البعض غياب الشفافية في عملية تعديل المناهج وعدم إشراك الخبراء والمختصين وأفراد المجتمع في الحوار والنقاش حولها.
الإدارة الكردية تحذر من خطورة تعديلات المناهج في سوريا
من جانبها، أكدت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الكردية بشمال وشرق سوريا إن إجراء تعديلات على المناهج التربوية والعلمية من قبل وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة والتي أصبحت إلزامية؛ لا تهدف فقط إلى تغيير المناهج التعليمية، بل تسعى لتغيير هوية سوريا وإضعاف وحدة شعبها.
وقالت في ببيان طالعته “خاص عن مصر”: “نحن نواجه خطر تنشئة جيل متطرف، يشكل تهديداً ليس فقط على سوريا، بل على المنطقة والعالم بأسره”.
ووصف البيان هذه التعديلات الخطيرة لا تعزز فقط الطائفية والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، بل تهدد أيضاً بتحويل سوريا المتنوعة إلى ساحة للصراعات والتطرف.
وحذر البيان من أنه إن لم يتم إصدار قرار رسمي بإيقاف هذه التعديلات في المناهج، فهذا مؤشر واضح على أن مستقبل سوريا يتجه نحو نفق مظلم، كما حدث في النموذج الأفغاني، وكل ما يصدر من تصريحات مغايرة هو مجرد تسويف ومماطلة.
توضيحات من وزارة التربية والتعليم بعد جدل تعديلات المناهج
في ظل هذه الانتقادات، أصدرت وزارة التربية توضيحات أكدت فيها أن التعديلات تهدف إلى تطوير المناهج وتحسين جودتها، وأنها لا تستهدف تشويه التاريخ أو المساس بالهوية الوطنية.
كما أشارت إلى أن عملية التعديل ما زالت مستمرة وأنها مفتوحة للحوار والنقاش مع جميع الأطراف المعنية.
هل تراجع الوزير
بعد الجدل الذي أثارته تعديلات المناهج في سوريا، أكد وزير التربية والتعليم نذير القادري أن المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تشكيل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها.
وأشار الوزير إلي أنه وقد وجه فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد واعتماد صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية.
وأشار إلي أن ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، فاعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة.
اقرأ أيضارفضوا تسليم مقرات الشرطة والسلاح.. دروز سوريا يعلنون عصيانهم حكومة الشرع