انفجار ضوء أكثر سطوعًا من مجرة بأكملها.. العلماء يتتبعون مصدره إلى نجم نيوتروني

انفجار ضوء أكثر سطوعًا من مجرة بأكملها.. العلماء يتتبعون مصدره إلى نجم نيوتروني

القاهرة (خاص عن مصر)- توصل علماء الفلك إلى اكتشاف رائد، حيث حددوا أصل انفجار قصير ومذهل من الإشعاع أكثر سطوعًا من مجرة ​​بأكملها وأرجعوا أصوله لنجم نيوتروني.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، يُعرف هذا الانفجار السريع بأنه انفجار راديوي سريع (FRB)، واستمر لمدة ميلي ثانية فقط ولكنه أضاء الكون، مما يوفر لمحة نادرة عن الطبيعة الغامضة للنجوم النيوترونية.

وميض مجري من نجم نيوتروني

تم تتبع الانفجار، الذي تم اكتشافه عام 2022 بواسطة تلسكوب Chime الراديوي في كندا، إلى موقع قريب بشكل ملحوظ من نجم نيوتروني – وهو جسم سماوي يصنف بين أكثر الظواهر تطرفًا في الكون، عندما تستنفد النجوم الضخمة وقودها وتنفجر في مستعرات أعظمية، يمكن أن تترك وراءها نجوما نيوترونية، وهي بقايا كثيفة بشكل لا يصدق تتكون بالكامل من النيوترونات.

بأقطار لا تتجاوز 12 ميلاً، فإن النجوم النيوترونية تحتوي على كثافة لا يمكن تصورها، إن ملعقة صغيرة واحدة من مادتها تزن عشرة ملايين طن، وهو ما يعادل ضعف كتلة الهرم الأكبر في الجيزة، إن حجمها الصغير وحقولها المغناطيسية الشديدة تخلق بيئات شديدة القسوة لدرجة أنها تختبر حدود القوانين الفيزيائية.

اقرأ أيضا.. «بوفو نو بودر» نشيد وطني للتغيير.. أغنية تغذي انتفاضة الشباب في موزمبيق

دور المجالات المغناطيسية

يعتقد علماء الفلك الآن أن انفجارا راديويا سريعا، المسمى FRB 20221022A، نشأ من مسافة 10000 كيلومتر من النجم النيوتروني – وهو القرب المكافئ للمسافة بين إدنبرة وكيب تاون.

أوضحت الدكتورة كينزي نيمو من معهد كافلي للفيزياء الفلكية وأبحاث الفضاء التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “في هذه البيئات من النجوم النيوترونية، تكون المجالات المغناطيسية عند حدود ما يمكن للكون أن ينتجه، كان هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان هذا الانبعاث الراديوي الساطع يمكن أن يفلت من هذا البلازما المتطرفة.”

قام الفريق بتقييم استقطاب الإشعاع، وكشف أن زاوية موجاته تذبذبت في نمط على شكل حرف S، مما يدل على الدوران السريع للنجم النيوتروني، وأظهر تحليل آخر أن الانفجار مر عبر سحابة غازية في طريقه إلى الأرض، مما تسبب في “وميضها”، ومن خلال تحديد سحابة الغاز، تمكن الباحثون من تحديد مصدر الإشعاع بدقة غير مسبوقة.

التكبير عبر مسافات كونية

يؤكد هذا الاكتشاف على الدقة المذهلة التي حققها العلماء، وشبه البروفيسور كيوشي ماسوي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الإنجاز بقياس عرض حلزون الحمض النووي على القمر:

“التكبير في منطقة يبلغ عرضها 10000 كيلومتر من مسافة 200 مليون سنة ضوئية أمر غير عادي، لا يمكن للذرات أن توجد حول هذه النجوم النيوترونية شديدة المغناطيسية – فهي ممزقة بواسطة المجالات المغناطيسية.

تتلوى الطاقة المخزنة في هذه المجالات وتعيد تكوينها، فتطلق موجات راديوية يمكننا اكتشافها على بعد نصف المسافة عبر الكون”.

كشف أسرار الكون

يقع النجم النيوتروني الذي أنتج الانفجار الراديوي السريع على بعد 200 مليون سنة ضوئية من الأرض، أي عشرة أضعاف أبعد من مجرة ​​أندروميدا.

يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تحول الطاقة المغناطيسية حول النجوم النيوترونية وهروبها كإشعاع يمكن اكتشافه.

تقدم الدراسة لمحة نادرة عن أكثر البيئات تطرفًا في الكون، وتكشف المزيد من أسرار النجوم النيوترونية وقوتها الهائلة، وبينما يواصل الباحثون التحقيق في هذه الظواهر، فإن مثل هذه الاختراقات تعد بتعميق فهمنا للكون وعوالمه الأكثر غرابة.



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *